د. محمد مبارك يكتب: إيران خسرت الثلث حتى الآن!
موقع كليبر ديتا (ClipperData) يعد شبكة مختصة في توفير بيانات الشحن حول العالم، فهو يوفر معلومات عن البضائع والسلع التي يتم شحنها، ويقدم بيانات دقيقة حول حجم تلك البضائع وحمولتها ووجهاتها وغير ذلك. ووفقًا لشبكة كليبر ديتا، فإن الصادرات الإيرانية من البترول قد انخفضت بمقدار الثلث حتى قبل بدء سريان العقوبات الأمريكية النفطية على النظام الإيراني والمقررة في الأسبوع الأول من بداية شهر نوفمبر القادم. حيث تشير البيانات إلى أن أن النظام الإيراني كان يصدر في يونيو الماضي ما يصل إلى مليونين وسبعمائة ألف (2.7 مليون برميل يوميًا) ثم انخفض ذلك بشكل حاد إلى ما يتراوح بين مليون وسبعمائة ألف (1.7 مليون برميل يوميًا) ومليون وتسعمائة ألف (1.9 مليون برميل يوميًا)، أي هبوط الصادرات الإيرانية من البترول إلى ما يقارب الثلث.
كل هذا والعقوبات النفطية على النظام الإيراني لم تبدأ بعد، وهو ما يعني أنه ببداية هذه العقوبات فعليًا فإن الصادرات الإيرانية من البترول ستنحدر أكثر. إن هذا بحد ذاته يعتبر نجاحًا وفاعلية للعقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث كان خصومه الديمقراطيون يراهنون على أن العقوبات سوف لن تنجح، وأن الإدارة الحالية سوف لن تتمكن من ضمان سريان هذه العقوبات بالشكل الذي يريده ترامب. غير أن واقع الأمر الآن يقول إن العقوبات فاعلة، وتؤلم النظام الإيراني كثيرًا، وتحد من قدرته على تمويل الإرهاب، فضلاً عن أنها سوف تتصاعد تدريجيًا مع بدء موعد العقوبات.
صحيح أيضًا أن النظام الإيراني ما زال قادرًا على تصدير البترول، ولم تصل صادراته الدولية إلى «صفر» – حسبما يريد ترامب -، بدليل أن حجم صادراته تناقص حتى الثلث فقط، أي أن هناك من ما زال يشتري الثلثين من البترول الإيراني، علاوة على أن النظام الإيراني -وكما أوردت بعض المصادر – قد بدأ عملية الالتفاف على العقوبات عبر بيع البترول إلى وسطاء يقومون بدورهم ببيعه على الدول التي تحتاج البترول. لكن مع ذلك، يبقى أن العقوبات النفطية ما زالت لم تبدأ بعد، ويبقى أن شهر نوفمبر سوف يكون الموعد الفعلي لتناقص الصادرات الإيرانية من البترول بشكل أكبر. ما عليكم فعله سوى الجلوس ومراقبة ما يحدث، وتأثير اختناق النظام الإيراني اقتصاديًا على مختلف الملفات الأمنية والسياسية الأخرى في المنطقة.
نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية