نون والقلم

د. محمد عادل العجمي يكتب: صناع الأمل والتقدم

«القائد الحقيقى ليس بالمنصب، بل بتفكيره وبطريقة عمله، وبأهدافه وغاياته النبيلة» من أروعها من رسالة، خطها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وحاكم دبى، ولم يكتف بأن يخطها، بل حولها إلى واقع ملموس يتمثل فى مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، فمنذ إطلاقه فى عام 2003 من أجل بناء قيادات المستقبل، وتمكن المركز من تخريج ما يزيد على 600 قائد فى مناصب تنفيذية وعليا بالدولة، ويقودون مشاريع تساهم فى وضع دبى كمدينة ريادية عالمية.

أخبار ذات صلة

فالقائد ليس بالمنصب، وإنما بالتفكير وطريقة عمله، فينجز ويصل للقمة، فعندما يفكر الإنسان، يضع الأهداف والخطط، ينفذ ويعمل، يرتقى بنفسه، ومؤسسته، ودولته.

لقد لمست عن قرب مركز محمد بن راشد آل مكتوم، عندما قدمت دورة من خلاله عن كيف تدير الإعلام؟.. هؤلاء حقاً يستحقون أن يكونوا دائماً الأول، فلا يتركون كبيرة ولا صغيرة للصدفة، ولا يتركون مجالاً إلا وأدخلوا المواطنين فيه ليتعلموا ويقودوا، فبدون التدريب يصدأ ويجمد فكرك، وبالتدريب المستمر يلمع وينطلق فكرك للقمة.

الشيخ محمد بن راشد

ويؤمن المركز بأن التجربة خير معلم، ويضع مبادئ وقيم وتعاليم الشيخ محمد بن راشد موضع التنفيذ دائماً، فهم يعملون على تنمية الإنسان وبناء قيادات المستقبل، لا يفكر فى اليوم فقد انتهى، ولا فى الغد فقد رسم، ولكنهم يفكرون فى مئات الأعوام القادمة، ماذا يكون عليه العالم؟.. وماذا يفعلون؟.. وأين موقعهم؟

ويقوم المركز على رؤية القائد محمد بن راشد، التى تستهدف خلق قيادات لعالم الغد، ويقدم المركز نموذجاً عربياً للمواطن العربى المصاب بحالة من اليأس لدى المواطن العربى، النظرة السلبية بأنه مفعول به وليس فاعلاً، وجاهل وفاشل، محبط، ويأس، رغم أن إسلامنا العظيم نهى عن كل هذا وأمرنا بالعمل ثم العمل ثم العمل والتوكل على الله، أليس فى قصة السيدة هاجر رضى الله عنها عبرة، عندما تركها سيدنا إبراهيم فى صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء مع طفلهما سيدنا إسماعيل عليه السلام، ألم يكن الله قادراً على أن ينزل عليها مائدة، أو يجعل الصحراء قصوراً وحدائق، ولكن تركها تهرول بين الصفا والمروة ليس مرة ولا اثنتين بل سبعة أشواط فى جو قاتل من الحرارة، هى رسالة بالعمل وعدم التشاؤم وترك النتيجة لله عز وجل، فالقادة الفاعلون هم بصيص الأمل والإيجابية التى تحتاجها الدول التى تعانى من المآسى الإنسانية، واللارحمة التى تعيش بها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى