د. عبد الله بن شماء يكتب: سيدي.. معالي الفقير
تتعالى أصوات التذمر من الوضع الاقتصادي لدى البعض ويذهب البعض إلى «كُفر النعمة». وتعود هذه الحالة تحديدا إلى الضغوطات النفسية والفرقة الاجتماعية. وعند البعض الآخر يسبح في أحلام اليقضة حيث أنه يتخيل بأن يجد في الطريق كيساً مليئاً «بالدولارات». مما يتسبب في تغير واقعه المؤلم حسب تخيلاته. كما أن هناك من يحلم «بعصا موسى» ليحقق مشاريعه أو يكفي حاجة أهله ويستمتع بالحياة.
«معالي الفقير» متى ما تعودت أن تُسمع نفسك جملة ( الدنيا كلها فلوس) فقد صدّقت المقولة وبالتالي توقف الدماغ عن التفكير حتى يصبح أقرب شبها إلى «ثور الساقية» يدور في نفس النقطة والآخرون يتقدمون من حوله ويموت وهو مربوط في ذاك الوتد،قد قدم الله عزّ و جلّ المال على البنون والمال هو كل ما تمتلك وليست النقود فقط بل كل ما وهبك الله أياه ملكك ومالك، كما أنك سيدي معالي الفقير بكل الإصرار لن تقارن أو تقبل المساومة على ممتلكاتك مهما حصل مقابل النقود.
البصر والعين مال، اللسان والنطق مال، الصحة عموما مال، السكن مال، الأهل مال، الأكسجين الذي تتنفسه ملكك ومالك، سجودك ركوعك جلوسك قيامك كل هذه الأشياء مال وملك، ماذا يفعل من فقد كل هذا أو بعضه؟، فهل أنت فقير؟.
تقدم بالتفكير المنطقي نحو القناعة والتواصل الرباني فإن للحمد أثر وللشكر خبر وللاستغفار مطرا مدرارا من السماء بالرزق الوفير فإن الله عزّ و جلّ يعطي لمن حمد وشكر واستغفر بقدره هو سبحانة ولو كان يحاسبنا على ما تكسب أيادينا لعجّل لنا العذاب، معالي الفقير وسّع مدارك الصبر والوقوف على أرض صلبة من الواقع فقد قسم الله ما لك في الدنيا فلن تأخذ إلا ما قدره الله لك ولن تعيش إلا بقدر ما كتبه الله لك، سيدي معالي الفقير جاهد وأجتهد وثمّن ما تملك وقل « الحمدلله رب العالمين».
دمتم برضا
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا