نون والقلم

د. صلاح سلام يكتب: السينما والملاعب

ربما للمرة العاشرة أتابع فيلم بين القصرين وهو متعة القصة للرائع نجيب محفوظ ومخرج الروائع حسن الأمام. 

والفيلم خليط من الوطنية المتجسدة في أروع صورها وعكسها الخلاعة وحياة العوالم في أبشع صورها والرومانسية الحالمة وقمة الدراما والحزن. 

وتصوير دقيق للعادات والتقاليد في مصر في مطلع القرن العشرين وصورة شبه وثائقية لتاريخ ثورة 1919 وتحريك لجموع من فئات الشعب تحكي نضال الهلال مع الصليب. 

هو ليس مجرد فيلم يسليك ولكنه وثيقة لتاريخ الحركة الوطنية تشعل فيك جذوة الوطنية وبقدر ما يسيئك هفوات سي السيد بقدر حزنك على فقده فلذة كبده. 

تتضارب المشاعر من خلال السينما الواقعية التصويرية التي برع فيها العملاقين صلاح أبو سيف وحسن الإمام فتنقلك من وصفة العطار إلى نشيد بلادي بلادي للعبقري يونس القاضي ولحن الموسيقار خالد الذكر سيد درويش الذي أصبح فيما بعد السلام الوطني.. إلى جنازات الشهداء الذين كتبوا لمصر استقلالا ودستورا وتاريخا. 

هكذا تكتب السينما تاريخ الأوطان فتنجلي أحداثه من خلال نسيج قصصي جذاب وفعال وهادف في نفس الوقت.. لعل صناع الفن الجدد يفقهون أن الأفلام التحريضية هي هدم للوطن.. وأن الأمم لا ترتقي بالحصول على كأس كرة القدم أو أي لعبة أخرى أو الصعود إلى النهائي فلا سنغافورة صعدت ولا ماليزيا حصلت على كأس وكوريا الجنوبية جعلت العالم يعزف لحن هيونداي وفيتنام التي طحنتها الحرب صادراتها تعدت الثلاثمائة مليار دولار ولا أحد يعرف لها فريق قدم ولا سلة. 

بالعلم وحده ترتقي الأمم والقوى الناعمة هي عوامل مساعدة ترسخ التقدم الحضاري.. ولابد أن نعي أن الكرة لعبة واللعب للتسلية وليس للتشاحن وشحذ الغضب ونشر الفتن فكفانا ما تحملناه نتيجة فتنة الدين والتكفير والبعد عن التفكير.. نريد سينما تعظم روح الأسرة وروح الوطنية والقيم والمثل العليا دون تبسيط مخل أو تقريظ مضل. 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

    t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

زر الذهاب إلى الأعلى