نون والقلم

د. شعبان رأفت عبداللطيف يكتب: التكافل الاجتماعي أمرتنا به الأديان السماوية

نري جميعا كيف تدير  كافة الأجهزة المعنية في مصر بدءاً من القيادة السياسية الواعية المدركة لحقيقية لحجم الأزمة حيث أننا جميعا نري كيف يديرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأيضا توجيهاته للحكومة وكافة المسئولين، ونري  جيش مصر الأبيض من «الأطباء والممرضين» الذين يحققون كل يوم نجاحاً ليس له نظير منذ بداية الأزمة وحتى الآن ، ويشهد بذلك القاصي والداني وكافة فئات المجتمع ودول العالم .

وبدأت ملامح هذا النجاح منذ أن رصدت القيادة السياسية في مصر لمبلغ 100 مليار جنية بهدف مواجهة الأضرار المادية للمؤسسات والشركات وحتى الأفراد بهدف تمكين المؤسسات والشركات من القدرة على الاستمرار والتعامل في ظل هذه الظروف والتي سيكون تأثيرها الاقتصادي خطير على العالم ، وحتى لا تتأثر العمالة بها وبما يؤدى في الوقت نفسه إلى التغلب على التحديات التي تواجه المجتمع وتحويل هذه التحديات إلى فرص حقيقية .

وتمثل نجاح مصرفي إدارة  هذه الأزمة من حيث الاستعداد الوقائي فكانت مصر من أوائل الدول التي علقت كافة رحلات الطيران من وإلى القاهرة فضلاً عن منع التجمعات وإلغاء الفعاليات وإغلاق المساجد والكنائس ودور التعليم والجامعات .

وأيضا من حيث أسلوب الاستعداد العلاجي بتجهيز المستشفيات وعلى كافة مناطق الدولة لاستيعاب عدد المرضى فضلاً عن تحمل نفقات العلاج لكل أبناء مصر المصابين بهذا المرض بالإضافة إلى تحمل الدولة تكاليف الحجر الصحي للمصريين العائدين من الخارج مراعاة لظروفهم ، وقد توجت هذه الجهود بإشادة منظمة الصحة العالمية بما اتخذته مصر من جهود حفاظاً على مواطنيها وهى جهود عززت من رصيدها الاجتماعي وإرثها الحضاري بين الأمم  سبقت به غيرها من الدول العظمى الغنية اقتصادياً فضلاً عن تخطيط إدارتها للأزمة والذي يفوق كافة التوقعات .

وعلى الجانب الآخر رأينا قيام الأسر في مصر، والأفراد بواجباتهم الاجتماعية تجاه الفئات الأقل دخلاً والأكثر تضرراً فهناك من قام بجمع الأموال والاحتياجات من السلع وإعادة توزيعها على المحتاجين، ومن قام بالتبرع المالي لصالح المستشفيات ودور العلاج ومنهم من كفل أسراً محدودة الدخل وهو تضامن اجتماعي في أبهى صوره حيث الكل يساهم ودون إلزام أو جبر، فالكل لدية الرغبة في تحمل المسؤولية والتضامن مع الدولة .

وتأتى المساعدات الطبية التي قدمتها مصر منذ بداية الأزمة سواء لجمهورية الصين أو لدولة إيطاليا أو غيرها من الدول لتكون شاهداً على مجد الدولة المصرية وعظمتها ففي الوقت الذي اختفت من الساحة دول كبرى تأتى مصر لتثبت للعالم دورها الريادي والحضاري في تقديم يد العون للدول الصديقة والشقيقة، ويثبت ذلك حُسن إدارة الأزمة والذي كان من نتيجته الحد من انتشار هذا الوباء سواء بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات أو بالتوعية الإعلامية وتأهيل دور الرعاية المختصة.

ورغم ذلك لازلنا ننتظر أن تقوم المؤسسات والشركات الكبرى وكبار رجال الأعمال بدور أكبر مما هو عليه الآن بتقديم حوافز استثنائية، وأن يتضامن الجميع مع الدولة ولنعلن عام 2020 عاماً للتضامن الاجتماعي والمسؤولية المجتمعية للمؤسسات والشركات وحتى الأفراد للتخفيف من آثار هذه الأزمة لاحقاً وهذا ما يميز المجتمع المصري عن غيره من المجتمعات فالتضامن والتكافل الاجتماعي أمر ديني أمر حثت علية الأديان السماوية ولكل هذه العطايا فضل على صاحبها سواء في الدنيا أو في الآخرة  .

 tF اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى