نون والقلم

د.الشيماء أبو الخير تكتب: عندما تتجزأ المبادئ!!

عندما تفتقد الروح لضمير حي يصرخ في سمعها النداء بالكف عن الميل لكل الأوجه، ثمة مجتمع غريب وثقافات دخيلة وأفكار استعمرت العقول واحتلت القلوب قلبت موازين العقل وشتتت القلب فأصبح الثبات خطراً داهماً والحفاظ على القيمة أمر غاية الصعوبة.

عندما تحيا عمراً ترسم صورة الشرف والنزاهة وعند أول بريق للمال تنجز أعمال الآخرين تحت مسمى ( تقضية المصالح) وهي ما وصفها الدين بالرشوة!

أخبار ذات صلة

وعندما تجعل من حالك واعظاً للناس فتكون سبباً لهداية الآخر للصلاة والأخرى للحجاب وعند أول فتنة تتعرض لها تبرق عينيك وتجعل زينة الدنيا محوراً لقلبك تتنازل عن شراع الدين الذي لطالما رفعته مسبقاً!

عندما تلعب دور الكريم بالمشاعر والفياض بالروح تقدم النصح لهذا والوعظ لذاك وتفيض على هؤلاء بجود المال، بينما هناك من هو أولى بمالك وروحك، فتجعل بخل المشاعر والروح هو السمة الغالبة تحت مسمى (شخصية جادة لا تعرف اللين )! عندما تتحدث عن الطيور المغردة وترسم وريقات الشجر عندما تعانقها الفراشات وكيف للحرية من سحر ينعكس على قلوب من ينعمون بها بينما تأتى لمملكتك الخاصة فتجعل من نفسك حارس على بوابة السجن الحربي!

عندما تجعل من حياة الآخرين شاشات عرض وتستمتع بالمشاهدة وتخوض في أعراضهم وتنافقهم بينما تتحدث أنت عن معنى الخصوصية بالحياة وأهميتها!!

وعندما ترى الجيران يسيئون لبعضهم فتخرج عليهم متحدثاً عن احترام الجار ووصية «النبي» بالجار ثم تسعى لإيذائهم بقول أو فعل تحت مسمى ( أناحر)!

عندما تعطي الحق لذاتك في حرية اختيار عملك وبرنامجك وتخطيط حياتك بينما تقيد الآخرين وتجعلهم تابعين لأفكارك وثقافتك تحت مسمى ( الخبرة – الدراية )!!

ليست الخطورة في الوعظ والإرشاد ولا الحديث، لكن في صورتك المتكونة داخل عقول الآخرين، فأن تُرسم الصورة ليس بالأمر الصعب لكن الحفاظ عليها صعب جداً!

والمجتمع ملئ بتلك الصور المشوشة والمهتزة، الأمر ليس بحاجه لتفسير من علماء النفس فمنهم من يفسرها بالشخصية النرجسية أو المتناقضة أو المغرورة لكن الأمر يتعدى حدود تلك النفس فهي طبيعة الروح التى تشكلت من البيئة الملوثة المحيطة بها، فالمبادئ ليست كلمات تحفظ لنتدارسها بل هى صميم أساسي في التربية وانعكاس للبيئة وإذا فُقِدت المبادئ انهارت القيم، وتلاشت الأخلاق فهي عمود القيم وأساس الأخلاق، والحل يكون بالعودة للدين وإتباع أصول التربية السليمة ومجالسة الصالحين، وشحن النفس والروح بعظيم الصور والأمثلة عن المبادئ التي تعلمناها من نبينا الهادي محمد «عليه أفضل الصلاة والسلام».

 

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى