الأخبار

خبراء يناقشون سبل خلق واقع جديد بالمنطقة خالي من الإرهاب

 

ناقشت “قمة بيروت انستيتيوت” التي تستضيفها العاصمة الإماراتية أبوظبي، في جلسة موسعة جمعت نخبة من أبرز الشخصيات القيادية وصناع القرار من المنطقة والعالم، السبل الكفيلة بخلق واقع جديد للمنطقة، على أن يكون خاليا من المشاكل والأخطار الإرهابية، وذلك ضمن مساعي القمة لبحث ومناقشة سبل إعادة تموضع المنطقة العربية في الرقعة العالمية.

وأدارت الإعلامية نجوى قاسم من قناة العربية، الجلسة التي أقيمت بعنوان “هل يمكن للعالم وأصحاب النفوذ في المنطقة أن يساهموا في تحقيق تموضع ايجابي في المنطقة؟”، واستضافت من خلالها نهاد المشنوق، وزير الداخلية والبلديات في الجمهورية اللبنانية، وكيفين رود، رئيس وزراء أستراليا السابق ورئيس معهد آسيا لسياسات المجتمع في الولايات المتحدة الأمريكية، ونبيل فهمي، وزير الخارجية المصرية السابق، والعميد المؤسِّس لكلية الشؤون الدولية والسياسات العامة، وفاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، والدكتور فيتالي نومكين، رئيس دائرة الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، والدكتور إليوت أبرامز، زميل أول لدراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية ونائب مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق.

وفي معرض حديثه عن القضية السورية، قال نهاد المشنوق: “إن تحديد الشرعية في ما يتعلق بالمسألة السورية يجب أن يكون مستمداً من الشعب السوري وليس من قبل قوى خارجية، ومع أن التدخل الروسي يشكل نشوة للنظام السوري الآن، إلا أنه من غير المرجح أن يدوم ذلك طويلاً”.

وأضاف: “هناك بالفعل محادثات مكثفة على الصعيد العربي والروسي، وخصوصاً مع عدد من المسؤولين من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية إضافة إلى الجانب المصري. إلا أن إعادة بناء سياسة سوريا الجديدة في التعامل مع القوى الأقليمية والدولية في المنطقة سوف يستغرق وقتاً طويلاً”.

من ناحيته أكد كيفين رود على “أن العالم ككل يواجة خطر الإرهاب ولا يقتصر ذلك على المنطقة العربية فقط، ونحن نتطلع إلى خلق واقع جديد خالي من المشاكل والاخطار الذي تخلقه مثل هذه الجماعات الإرهابية”.

وأشار إلى أن غياب المؤسسات المركزية في المنطقة يعتبر مشكلة رئيسية، حيث يمكن لهذه المؤسسات أن تؤدي دوراً مفيداً في العمل على تحقيق الاستقرار وتسوية النزاعات، وأعتقد بأن المجتمع الدولي يتطلع لظهور مثل هذه المؤسسات في العالم العربي.

ومن جانبه، قال نبيل فهمي: يجب تغيير النظرة المزيفة للشرق بسبب الجماعات الإرهابية، إلا أن أزمة الهوية تحول دون ذلك كونها معقدة وتشمل أطراف وأديان مختلفة، ناهيك عن وجود أطراف خارجية مشاركة في الصراع. لذلك، يجب أن ينطلق الحل من الداخل قبل البدء بالتعاون مع الغير لحلها. وأضاف: هناك الكثير من التراكمات المعقدة التي تواجة المحيط العربي، لذلك يقع على عاتقنا مسوؤليات كبيرة في ظل هذه الظروف التاريخية الحرجة.

وقالت فاتو بنسودا: نحن هنا لمناقشة إعادة تموضع المنطقة لتحقيق قفزة نوعية في شتى المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية. لكنني أعتقد أنه لتحقيق ذلك، يجب إحلال السلام والاستقرار، ولكي نقوم بذلك، علينا أن نأخذ في الاعتبار قضايا المسؤولية والمساءلة كأهمية قصوى، وتطبيق القوانين التي تمليها محكمة الجنايات الدولية في معاقبة مرتكبي الجرائم بحق المدنيين.

من جانبه، أشار نومكين إلى أن العمليات الجوية ضد الإرهاب في سوريا مدروسة المسار وليست تدخلاً كما يسميها البعض، وتهدف إلى التعامل مع المناطق التي لم يتمل التعامل معها بعد”. وأضاف: “إن العمليات العسكرية في سوريا تتسم بفترة زمنية محدودة وبأهداف محددة أيضاً، كما أن القوات الروسية لن تدخل في عمليات برية بأي شكل من الأشكال.

وعبر إليوت أبرامز عن استيائه من التدخل الروسي في المسألة السورية، قائلاً أن النظام الذي يقدمون الدعم له هو نظام قائم على العنف ويواجه شعبه بالسلاح الكيميائي المحظور، لذلك يتعين على الجانب الروسي أن يعيد النظر في هذا التدخل، كما أن الشعب السوري وعلى مر السنين كان مسلوب الحرية وخصوصاً في العملية الانتخابية، واليوم هناك أعداد كبيرة من أبناء الشعب السوري الذين باتوا لاجئين نتيجة للعواقب الوخيمة التي سببها النظام.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى