نون والقلم

حنان ابو الضياء تكتب: مينا مسعود أيقونة مهرجان الجونة السينمائي 

يبدو أن مينا مسعود تحول إلى أيقونة مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة وحظي باهتمام كبير منذ وصوله؛ وخاصة أنه كان ذو حضور قوى في حفل الافتتاح ومنح الفنانة المغربية نسرين الراضي جائزة مؤسسته الخيرية«EDA»، وهي مؤسسة خيرية غير هادفة للربح، أُسسها بهدف مساعدة الفنانين من جنسيات مختلفة، وذلك عن فيلمها «آدم».

مينا مسعود استطاع أن يحتل مكانة متقدمة في مجال السينما مؤخرًا ليس فقط لاختياره لتجسيد شخصية علاء الدين في فيلم ديزني«Aladdin»، وإنما لأن الفيلم تخطت إيراداته المليار دولار أمريكي وهو الأمر الذي سيجعل من مينا واحد من أكثر النجوم قبولاً في الفترة المقبلة خاصة بعد نجاح الفيلم عالميًا؛ بوجهه الأسمر المميز؛ وابتسامته التي تملئ وجهه بالبشر والتفاؤل؛ أستطاع مينا مسعود لفت أنظار العالم إليه خلال الفترة الماضية؛ ليصبح حديث الأوساط الفنية؛ وخاصة أنه كان بمثابة السفير المصري فوق العادة الذي ردد تحيا مصر عبر أحد حواراته؛ وختم بها أحدى تغريداته التي يعبر فيها عن اشتياقه للوطن، ومينا مسعود ولد في 17 سبتمبر 1991 بالقاهرة وترعرع في أونتاريو بكندا؛ ولكن لا يترك فرصة إلا ويذكر مصر بكل فخر وحب .

فيلم علاء الدين – مينا مسعود
مينا مسعود مشهد من فيلم علاء الدين

مينا مسعود  يسمع أم كلثوم ويعشق صوت عبد الحليم ويعتبره أسطورة ويحرص دوما على مشاهدة أعمال أحمد ذكى؛ نور الشريف وعمر الشريف وإسماعيل ياسين.

مينا مسعود اسم أحدث ضجة كبيرة مع بدأ عرض فيلم «علاء الدين»، الذي شارك فيه إلى جوار النجم العالمي ويل سميث، الرائع أن مسعود يتكلم اللغة العربية بشكل جيد؛ بها لكنة يمكن التخلص منها سريعا؛ ربما عرفه البعض من خلال أدواره في Jack Ryan في عام 2017؛ Open Heart في عام 2015 و Saving Hope في عام 2012 . وأعتبره البعض بمثابة أمل أخر يبدو في أفاق عالم السينما بعد رامي مالك المتوج بجائزة الأوسكار؛ ولما لا وهو المختار من بين 200 شخصا مروا باختبارات طويلة من أجل الحصول على الترشيح، في ظل إصرار مخرج العمل على اختيار بطل من أصول عربية أو هندية للقيام بهذا الدور؛ ليتجنب هذا الكم الهائل من الانتقادات بعنصرية اللون الأبيض وتحويل كل الأشخاص المعروفين في الأساطير بلونهم الأسمر إلى أصحاب وجوه بيضاء؛ وهذا بالطبع أول هجوم يتم ضده؛ وأن كان هناك هجوما شرسا أخر بتحويل أعمال ديزني الشهيرة إلى دراما بشريةّ!.

الرائع في مينا مسعود أنه لا يترك أي مقابلة تلفزيونية إلا وتكلم عن أصوله المصرية وهجرته إلى كندا، فهو الابن الثالث لأبوين مصريين، هاجروا إلى كندا وهو في الثالثة من عمره، وكما هو معتاد من قبل تلك الأسر كانت أسرته تفضل دراسة الطب على التمثيل وهو ما عانى منه أيضا رامي مالك مع أسرته؛ وبالأخص أن شقيقتي مينا مسعود اللتين تكبرانه درستا الصيدلة، وبالتالي كان عليه أن يسير على نفس المنهاج، وبالفعل التحق بالجامعة في هذا التخصص ولكنه أكتشف سريعا أن عليه تغيير المثار إلى دراسة التمثيل، فترك الجامعة بعد عام كامل من أجل تحقيق علمه؛ الذي قوبل بمعارضة عائلية شديدة.. الطريق بالطبع لم يكن مفروشا بالزهور فقبل 8 سنوات، كانت الأدوار تكاد تكون نادرة ومحصورة في دور العربي أو المهاجر؛ واختياره لأداء شخصية «علاء الدين» تزامن مع رغبة المخرج الباحث عن فنان يجيد الغناء والتمثيل معا.

الرائع أيضا أن مينا فخور بأنه يتكلم العربية ويعتبرها ميزة على عكس ما يفعله المصريون المقيمين حتى الآن في مصر؛ ويرجع مسعود إتقانه العربية رغم أنه ترك مصر وعمره ثلاث سنوات إلى كونه كان يتحدث مع والديه بالعربية في المنزل، كما أن شقيقتيه اللتين تكبرانه كانتا تتحدثان معه بالعربية، خاصة أنهما هاجرتا وهما في الثانية عشرة، فالأسرة كان لديها وعى أنه سيتعلم الانجليزية من الدراسة وبالتالي حرصوا على أن تظل لغتهم العربية هي اللغة الرسمية لبيت مينا مسعود؛ خاصة أنهم مصرون على الحفاظ على أصولهم العربية، وبالتالي  كانت العائلة تحرص دائما على أن تظل الأفلام والأغاني المصرية هي الأساس الذي تربى عليه ذوقه الفني لذلك لم يكن غريبا أن تراه يغنى مع الفرقة الموسيقية لفيلم علاء الدين «جانا الهوا» لحليم بين كواليس الفيلم؛ ولا تتعجب أنه يرغب في العمل مع عادل إمام ويراه صاحب أسلوب خاص ومختلف عن الفنانين الآخرين، والكوميدية لديه لا تشبه غيره، وهو ما كان له أثر كبير عليه.

الطريف أن مينا مسعود لديه رغبة للتمثيل في مصر؛ وسعيد أنه يسير مع رامي مالك في اتجاه  أثبات الموهبة المصرية في العالم ويشير إلى أن هناك فنانين مصريون قادمون إلى العالمية ومنهم وسام إسماعيل ورامي يوسف.

مشوار مينا مسعود مع علاء الدين بدأ في يوليو 2017، عندما استقرت شركة ديزني عليه للعب دور علاء الدين في النسخة الواقعية للفيلم والعجيب انه وقع العقد يوم الأربعاء ليسافر يوم الجمعة إلى موقع التصوير ويبدأ التدريب لمدة 6 أشهر متواصلة لما يقرب من العمل يوميا لمدة 15 ساعة حتى يتقن كل شيء ومنها ركوب الجمال.

 ولقد بدأ مينا مسعود التمثيل سنة 2011 في فيلم  What happens next، وسلسلة الكارتون The 99 ، ونال قدرا من الشهرة بعد المسلسل الكندي الأمريكي open heart المنتج سنة 2015، وشارك في فيلم Strange but True مع الممثلة الأمريكية إيمي ريان والممثل جريج كينير ونيك روبينسون، لينتهى به المطاف في فيلم Aladdin أنتاج شركة ديزني ليبهر العالم مع عرضه في 24 مايو 2019.

ويري مينا مسعود في حوار له لـ BBC عربي، أن تلك الشخصية حققت له السعادة لأنها شخصية عامة بالنسبة للعرب والمصريين بالذات، لذلك لم يشعر بالخوف وخاصة أن الشركة قامت بمجهود كبير في التحضير إلى جانب أنه نفسه تدرب مدة 6 شهور على الدور، ومنها جزء في فترة التصوير، ليعمل من 14 إلى 15 ساعة كل يوم في 6 أيام كل أسبوع، ومينا مسعود كان سعيدا بالعمل مع ويل سميث ويراه إنسان طيب جدا؛ وممثل مبهر وموهبته غير عادية، وتعلم منه الكثير؛ وخاصة أن الأضواء والشهرة يجب ألا تغير من شخصيته وتواضعه.

ومشوار مينا مسعود الفني به مراحل هامة منها دور طارق القصار في المسلسل التلفزيوني جاك رايان، كما كان له دور في مسلسل نيكيتا في الموسم الأول (نيكيتا هو مسلسل تلفزيوني درامي أمريكي لشبكة تلفزيون سي دبليو، وهو مستوحى من الفلم الفرنسي نيكيتا 1990، وإعادة لفيلم نقطة اللاعودة (1993)، والمسلسل السابق لا فام نيكيتا 1997، وعرض نيكيتا لاول مرة في 9 سبتمبر 2010؛ وتدور القصة حول منظمة سرية تعرف باسم القسم تجند الشباب الذين قاموا بمشاكل سابقة، وتمحو جميع الأدلة عن حياتهم الماضية، وتحولهم إلى جواسيس وقتلة، ومع ذلك، هربت نيكيتا وهي المجندة الأولى التي تهرب والتي تعد بإسقاط أصحاب عملها السابق، ومدرب نيكيتا، مايكل، عميل سري، الذي يأمر من قبل رئيسه بيرسي ليتعامل مع تلميذته السابقة.

 في غضون ذلك، يواصل «القسم» تدريب المجندين توم، جادين، والجديدة أليكس.(…. وقام مينا مسعود بالمشاركة بالأداء الصوتي في لعبة واتش دوجز 2 ) وهي لعبة فيديو من نوع أكشن- مغامرات وتقع أحداث اللعبة في مدينة سان فرانسيسكو ويمكن التنقل في عالم اللعبة سيرا أو بالمركبات، بطل القصة هو ماركوس هولواي وهو هاكر شاب وشخصية جديدة في السلسلة، يتقن حركات الباركور، يعمل مع مجموعة القراصنة «ديدسيك» من أجل إسقاط نظام المراقبة المتقدم باسم «سي تي أو إس» وتحمل لعبة واتش دوجز 2 الكثير من عناصر التجسس مع بيئة عالم مفتوح وتدعم اللعبة منظور الشخص الثالث، وتدور القصة في نسخة خيالية من مدينة سان فرانسيسكو التي تتألف من ست مناطق مختلفة «منطقة وسط المدينة، سيفيك، الساحل، أوكلاند، مارين، وادي السليكون»، وتحتوي كل منطقة خصائص فريدة ويمكن للاعبين التنقل في المدينة على الأقدام أو بواسطة مركبات مثل السيارات والشاحنات والدراجات النارية، والدراجات الرباعية والقوارب.

بالطبع كان من حسن الطالع أن الممثل العالمي ويل سميث، لعب دور «الجني» في فيلم علاء الدين؛ والمخرج جاي ريتشي، الذي قام بإخراج الفيلم، والنجم توم هاردي، الذي لعب دور «جعفر»، بسبب مهارته في تجسيد الشر فهؤلاء جميعا ساندوا مينا مسعود.

 

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى