نشرت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية تقريراً تحت عنوان «سلاح ترامب الإيراني السري»، تناولت فيه إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من الرياض، والمزاعم عن حصول تقارب بين إسرائيل والسعودية، اللذيْن يتشاركان خصماً واحداً يتمثّل في إيران، وذلك بتشجيع من الولايات المتحدة الأميركية.
ونقلت الوكالة عن شخصيْن عليميْن بالسياسة الأميركية في المنطقة تأكيدهما أنّ التنسيق بين البلدان الإقليمية التي تعارض إيران وتصطف إلى جانب الولايات المتحدة يُعدّ هدفاً أميركياً. وتابعت الوكالة ناقلةً عن هذيْن الشخصيْن قولهما: «هذا ما بدأ يحصل»، مؤكدةً أنّهما قالا إنّ الولايات المتحدة لم تتدخّل في استقالة الحريري.
وحسب موقع «لبنان 24» الإخباري، لفتت الوكالة إلى أنّ جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، الذي يُعدّ شخصاً موثوقاً به لدى الإسرائيليين، كان في السعودية، قبل أيام من إعلان الحريري استقالته، حيث تردّد أنّه أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استمرت لساعات متأخرة من الليل.
في هذا السياق، نقلت الوكالة عن عليمين بالديبلوماسية الأميركية قولهم إنّ محادثات كوشنر في السعودية والمنطقة شملت التهديد الواسع النطاق الذي يمثّله «حزب الله» المدعوم إيرانياً في سياق السلام الإسرائيلي- الفلسطيني، وتلميحهم إلى أنه تمّ التداول في الخطوات المحدّدة التي اتُخذت مؤخراً ضد الحزب.
وتابعت الوكالة ملمحةً إلى إنّ الخطوات السعودية المقبلة في لبنان قد تشمل حملة مالية على «حزب الله»، ومذكّرةً بإقرار الكونغرس الشهر الماضى عقوبات جديدة على الحزب وباستعداد المشرّعين الأميركيين لفرض عقوبات جديدة، وبزيارة وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين الرياض مؤخراً حيث شدّد على الحاجة إلى «عرقلة مموّلي الحزب».
وعادت الوكالة إلى عدوان تموز 2006، فذكّرت بإيداع السعودية مليار دولار في المصرف المركزي، متحدّثةً عن توقعات بسحب الرياض أموالها، كما فعلت مع جارتها قطر.
إلى ذلك، تطرّقت الوكالة إلى طلب السعودية من مواطنيها مغادرة لبنان فوراً، مشيرةً إلى أنّ مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» للأبحاث والدراسات الاقتصادية التي تتخذ لندن مقراً لها حذّرت من أنّ القيود المالية قد تدفع المصرف المركزي إلى الاستعانة باحتياطي العملات الصعبة.
توازياً، رأت الوكالة أنّ لبنان ينجر أكثر إلى النزاع السوري، قائلةً إنّ قراراً يلوح في أفق ترامب: فما العمل بالقوات الأميركية بعد هزيمة «داعش»، مشيرةً إلى أنّ المسؤولين الأميركيين أشاروا إلى أنّ القوات الأميركية ستظل موجودة لطرد آخر الجهاديين والحرص على عدم عودتهم.