حسين حلمي يكتب: وطني بدرجة زعيم
يُعتبر محمد فريد هو من حمل راية الحزب الوطني بعد رحيل مصطفى كامل، وكان وطني بدرجة زعيم أنفق كل ثروته من أجل الحركة الوطنية المصرية، وسافر إلى باريس لعرض القضية المصرية على نفقته الخاصة.
وقد نصحه بعض الأصدقاء بعدم العودة لأن الحكومة المصرية الموالية للإنجليز تجهز لحبسه، إلا أنه عاد وحُبس، وبعد خروجه من السجن قال مقولته المأثورة «خرجت من السجن لأجد سجن أخر هو سجن الأمة المصرية التي تحدها سلطة الفرد بقوة الاحتلال».
واستمر في مقاومة القصر مطالباً بالدستور والاحتلال الانجليزي بالجلاء، وكان أنصار الحزب الوطني لهم هتاف مشهور عنهم «لا تفاوض إلا بعد الجلاء» هذا ما يُطلق عليه اليوم لا تفاوض تحت نيران المدافع والقنابل، وتحت ضغط مطالب أصدقائه بضرورة ترك مصر بعد أن ضاقت الحكومة به فسافر سراً إلى ألمانيا وبقي فيها حتى وافته المنية ومات فقيراً.
جمع له شعب مصر حتى استطاعوا إحضار جثمانه ليدفن في مصر وسيبقى وطني أصيل لم ينتظر المنافع والمناصب والأراضي والعقارات والأموال من عمله السياسي مثل الكثير من وطني هذا الزمن الذين ينهبون خيرات الوطن واللقمة من فم الفقراء باسم الوطن.
لم نقصد أحداً!!