
حسين حلمي يكتب: واشنطن تقايض السيادة مقابل المصالح
خلال حملته الانتخابية في الولايات المتحدة، أعلن دونالد ترامب أنه في حال فوزه بالرئاسة سيعمل على السيطرة على قناة بنما، الممر البحري الذي يربط بين المحيط الهادئ والأطلسي، بهدف منع الصين من استخدام القناة كجزء من خططها لربط طريق الحرير بين الشرق والغرب.
هذا الإعلان جاء في سياق المنافسة الاقتصادية الحادة بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار قلقًا كبيرًا لدى حكومة الدولة الصغيرة التي تشرف على القناة.
عندما فاز ترامب بالفعل بالرئاسة، تخلى عن فكرة احتلال القناة بشكل مباشر، لكنه سعى إلى إدارة القناة تحت إشراف أمريكي، وذلك من خلال رفع العلم الأمريكي عليها وإنشاء قاعدة عسكرية بالقرب منها، مع فرض قيود تمنع السفن الصينية من المرور عبرها.
هذه الخطوة أظهرت نهج الرئيس في المفاوضات، حيث يعتمد أسلوب التاجر الذي يبدأ بمطالب مبالغ فيها للوصول إلى حلول تناسب مصالحه على حساب مبادئ مثل السيادة الوطنية.
ترامب، وفقًا لهذه الرؤية، لا يتصرف باندفاع أو تهور بل يهدف فقط إلى تعزيز هيمنة الولايات المتحدة عالميًا.
ولم تتوقف طموحاته عند الدول التي تتلقى مساعدات مباشرة من واشنطن، إذ يرى مراقبون أن تحقيقه لهذه الأهداف قد يكون صعبًا فترة رئاسته وحدها.
ومع ذلك، تبقى المخاوف قائمة بين بعض السياسيين «المرتاحين للواقع الحالي»، من أن غياب تأثير ترامب مستقبلاً قد يسبب لهم اضطرابًا كبيرًا في مناصبهم ومساراتهم السياسية
لم نقصد أحداً