حسين حلمي يكتب: قاهر السلاطين والملوك
هو الإمام والفقيه المتبحر في مختلف علوم الشريعة «العز بن عبد السلام» هو القائم في وجه الظلم والطغيان، وهو الذي كان السلاطين والملوك تهابه وتخشاه، أحزنه تفتت الدولة الأيوبية إلى دويلات عندما انقسم أولاد صلاح الدين بعد وفاته بسبب الدسائس والأحقاد، في الوقت الذي كان الصليبيون على الأبواب، والمغول يستعدون للانقضاض على دويلات الشام، وتحالف إسماعيل الأيوبي أمير الشام مع الصليبيين ضد أخيه أمير مصر.
وكان للصليبيين شروط منها أن يُعطي لهم صيدا وأن يأخذ منهم السلاح لغزو مصر، كما طلب أن يخرج معهم جيشه لغزو مصر، فثار العز بن عبد السلام، وخطب على المنابر مُنكراً ذلك بشدة وأعلن أن هذا الأمير لا يملك البلاد حتى يتنازل عن جزء منها للصليبيين.
ودعا من فوق المنبر بعدم الدعاء لهذا الحاكم الخائن، فغضب الحاكم وأمر بحبسه، الأمر الذي هاجمته الرعية، فأخرجه من السجن وأبعده، فسافر الشيخ إلى مصر.
رغم أن أمير مصر نجم الدين أيوب، إلا أنه اصطدم معه الإمام عندما وجد الولاية العامة والمناصب الكبرى كلها للمماليك قواد جيشه، وأنهم في حكم العبيد ولا يجوز ولايتهم، واشتعل غضب هؤلاء المماليك لولا حنكة الأمير ومنعه من الرحيل لأنه يعلم حُب الناس له. فظل «بائع الأمراء» لا يخاف لومة لائم أياً ما كان منصبه فنحن الآن في حاجة إلى هذا الإمام.
لم نقصد أحداً!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية