حسين حلمي يكتب: غذاء العقل
جاء كتاب «كليلة ودمنة» المعروف الذي استحضر واضعه كثيرا من الحكم على لسان الحيوانات، وكانت معظم حكمه للحكام رمزًا.
فجاء هذا الكتاب رغم سذاجته غذاء للعقل وراحة للنفس، كما قال الأديب «طه حسين» في تقديمه لإحدى الترجمات العربية لهذا الكتاب العظيم.
وهناك من الحِكم التي جاءت على لسان الفيلسوف «بيدبا» الذي رأى ما عليه الملك «دشلم» لرده عن فعل العيب ولزوم العدل… ومنها جاء على لسان الحيوانات، حيث لا يملك واضع الكتاب مواجهة الملك إلا بالكلام بشكل غير مباشر، بذلك جاءت المواعظ والحكم في هذا الكتاب.
فالفيلسوف «بيدبا» كان أحد الشخصيات التي استعان بها واضع الكتاب لتوجيه المواعظ للملك، منها عندما سأله الملك عن أعظم الأمنيات، قال له ثلاثة وهي «البصيرة والعدل والبر»، فالبصير يُبصر بنور العلم، والعلم يُبصر بالبر، ويستبعد الإثم، والعدل يمنع سفك الدماء بغير حق.
وثلاثة يتمنى أي شخص ألا يكونوا فيه هم «الفاجر» الذي لا ورع له ويريد إذا مات أن يَنزل منزلة الأبرار ويرجوا ثوابهم، و«البخيل» الذي يَنزل منزلة الكريم، و«الظالمون» الذين يسفكون الدماء بغير حق ويرجون أن يكونوا من السعداء أهل الرأفة والرحمة.
هذه الكلمات ببساطة تبين الأمنيات لأهل الخير وأهل الشر سواءً كانوا حكاما أو أفرادا.
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية