نون والقلم

حسين حلمي يكتب: عالم بلا قوانين 

الإنسان بطبيعته متمرد ويعتقد أن العالم بلا قوانين عالم حر له، هذا ما عبر عنه عمنا صلاح جاهين عندما قال «لا تجبر الإنسان ولا تخيره يكفيه ما فيه من عقل بيحيره اللي النهارده يطلبه ويشتهيه هو اللي بكره هيشتهي غيره». 

لذلك نجد السياسي أمام هذا الطبع يبحث عن أداه لكبح تمرده والسيطرة على تلك التناقضات التي بداخله، ويرون في نموذج «المستبد العادل» أفضل أداء للتحكم في الحد من تمرد الإنسان، فالمستبد العادل يعمل لصالح الجميع وليس له مصالح شخصية ولا يهتم إلا بإشباع احتياجات البشر بالتساوي ولا يفرق بينهم. 

إلا أنه لا يستطيع أن يبني سلطته إلا من خلال قوة الخوف القادرة على وضع حدود لتمرده، وبدون هذا الخوف لا يستطيع المستبد التحكم في أحد وأول الطلبات التي تُطلب من الناس تحت تأثير الخوف أن يرفضوا الماضي برمته وأن يعلموا أن حياتهم الآن أفضل مما مضى ويسلم نفسه للوضع الحالي، وأن يقبل تبرير الوضع وإلا سوف يهدم حياته. 

ويكون وليد فكر فوضوى، وأن يعمل في صمت، وأن أي رأي يُعارض الوضع تخريب وعليه إظهار تلك القيم من حب وشكرا لسيادته، بذلك يكون الخوف سبباً لاتحاد الناس وعدم خروجهم عن السياسي، والنتائج هي الحاكمة.. إذا كان «مستبد عادل» أم «لا»!! 

لم نقصد أحداً!! 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى