
حسين حلمي يكتب: صفات اللئيم العاجز
سأل أحد الحكماء عن أسباب فساد العقل، فأجاب: يفسد العقل عندما يُظهر كرمه لمن لا يستحق، لأن ذلك يدفع الشخص غير المستحق إلى الاعتقاد بأنه أحق بمكانة ليست له. هذه من صفات «اللئيم العاجز»، الذي يتظاهر بالنصح وهو أبعد ما يكون عنه.
كل ما يقدمه لك من مشورة مغموس بالخداع، وغايته أن يقترب منك لهدفه الخاص. وإذا نال مراده، يصبح ككلب مسعور ربطه صاحبه ليهدأ، فإن أُطلق، انطلق يؤذي الجميع بلا تمييز. لذا علينا الحذر من أمثال هؤلاء.
وأضاف الحكيم نصيحته قائلاً: «أيها المغرور، لا تحاول ترويض الثعابين، لأنك ستكون أول من تفقده سمومها. ولا تصبح كالفيل الهائج الذي يدمر كل ما يصادفه بلا تفكير عندما يغضب».
تساءل أحد التلاميذ بعد ذلك: كيف نميز بين هؤلاء الأشخاص؟ فأجاب الحكيم: خير الناس أقلهم توجيه النصح دون حاجة، وخير الأعمال أجملها عاقبة، وخير النساء تلك التي تتوافق مع زوجها في العقل والقلب، وخير الأصدقاء من يتجنب الخصومة، وخير الأغنياء من لا يكون عبداً للحرص. أما خير الكلام فهو الصدق. بهذه القواعد البسيطة تستطيع تمييز اللئيم المتملق عن الشريف العظيم.
واختتم الحكيم حديثه بنصيحة حاسمة: إذا أردت أن تفهم أخلاق شخص، فانظر إلى من يحيط به.
لم نقصد أحداً