نون والقلم

حسين حلمي يكتب: صراع العقل والمنطق مع الجهل

المثل الشعبي «أهل العقول في راحة» يعكس إحدى الحقائق الحياتية، فمع أن جميع البشر يولدون بالجهل، إلا أن الحياة هي التي تصقلهم، إما بالذكاء أو بالغباء.

هناك من ينشط عقله ويفكر بوعي، فيجعل من العقل نعمة تعينه على تجاوز الصعوبات، وهناك من يهمل عقله، ليصبح العقل بالنسبة له نقمة توقعه في الفوضى.

الشخص العاقل يتميز بقدرته على تحليل الأمور واستنتاج الحلول المناسبة لأي معضلة تواجهه. أما فاقد العقل، فهو يعيش على أطراف الحياة دون هدف واضح، ينفر من التفكير الصحيح ويبحث عمن يضلله ليبرر أفعاله.

قد يبذل في سبيل الحفاظ على مكانته كل ما يملك، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة والأخلاق. والواقع مليء بالأمثلة على هذا النمط من الشخصيات التي لا تقبل الآخر ولا تعترف بآرائه. مثل هؤلاء الأشخاص ينغلقون على أنفسهم، لا يسمعون إلا أنفسهم ولا يحترمون حقوق الآخرين، مما يجعلهم دائماً قلقين وغير مستقرين.

هؤلاء يتبعون بلا تفكير المتسلقين الذين يستغلون جهلهم لتحقيق مصالحهم الخاصة. وللأسف، يزداد تعقيد الموقف مع رفضهم الاستماع للنصح أو قبول الرأي السليم. كثيراً ما يتفاخرون بعدد أتباعهم، رغم أن هؤلاء الأتباع لم يثبتوا كفاءتهم أو إخلاصهم، حيث انضموا إليهم فقط للاستفادة من نفوذهم أو مكانتهم. ولكن أي ضرر يصدر عن هؤلاء الأتباع يتحمله القائد الغافل نفسه، وليس أتباعه.

ورغم ذلك، لا يزال بعض العقلاء يحاولون تقديم نصائح بناءة لهم، إلا أن غياب التفكير السليم يحجب عنهم الرؤية الواضحة، فلا يسمعون ولا يودّون الإصلاح، مما يؤدي إلى استمرارهم في دائرة العناد والضياع.

لم نقصد أحداً !!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى