![شجاعة الأبطال](/wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Image-2024-12-31-at-7.51.39-PM-8-780x470.jpeg)
حسين حلمي يكتب: شجاعة الأبطال وجبن الظالمين
توقفت ملياً عند العبارة «الشخص القوي خير وأحب عند الله من الشخص الضعيف»، ووجدت نفسي أتأمل هذا المعنى العميق. فالحديث عن القوة هنا ليس مجرد قوة عضلية أو مادية، بل هناك دلالات أعمق ترتبط برضا الله.
فلقد أيقنت أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وأنه مع الصابرين دائماً. إذاً، ما هي هذه القوة التي يحبها الله؟ في رأيي، هي «قوة الحق». إنها تلك القوة التي تجعل الشخص ثابتاً في وجه الظلم، قادراً على مواجهة الباطل بكل الوسائل المشروعة والممكنة، مؤمناً أن ما أُخذ منه بالقوة لا يُسترد إلا بقوة مضادة.
هؤلاء الأبطال الذين آمنوا بالحق وضحّوا بأرواحهم من أجله هم من يُخلّد التاريخ ذكرهم، ويبقى أثرهم حياً لا يمحوه الزمن. شهداؤنا عبر القرون خير دليل على ذلك، فما زلنا نحمل ذكراهم في قلوبنا كتجسيد لمعاني التضحية الحقيقية.
أما على الجانب الآخر، هناك من يستغلون تضحيات غيرهم لمصالحهم الشخصية، ليبني التاريخ لهم قصصاً زائفة لا تصمد بعد موتهم. هؤلاء لا ينالون تقدير الناس ولا تبقى لهم بصمة في الحياة، لأنهم يضحّون بالآخرين ليحياوا هم وحدهم.
أولئك الذي يضعون مصالحهم فوق كل شيء، لا ينتمون إلى فئة القوي التي يحبها الله. فالله لا يحب القوم الظالمين، حتى وإن بدوا أقوياء من الخارج، فهم جبناء من الداخل. قصص التاريخ تُحكى للأطفال ليناموا؛ لكنها تُروى للرجال لتوقظ فيهم معنى الحق والشجاعة والإيمان بالتضحية من أجل القيم السامية.
لم نقصد أحداً !!