حسين حلمي يكتب: خداع بثوب النزاهة
في قصيدة رمزية لأمير الشعراء أحمد شوقي، يسرد بأسلوبه البديع صفات الثعالب التي تظهر للناس في ثياب الواعظين لتخدعهم وتمهد الطريق لتحقيق مآربها على حساب أحلام الآخرين.
يفتتح شوقي القصيدة بمشهد تمثيلي بليغ قائلاً: برز الثعلب يومًا في ثياب الواعظين، ومشى في الأرض يهذي ويسب الماكرين. ينطبق هذا الوصف على فئة معينة من الناس اليوم، أولئك الذين يدّعون النزاهة والشرف ويتباهون بنظافة أيديهم، بينما حقيقتهم تخالف تمامًا ما يظهرون.
هؤلاء هم من يرون أن آراءهم وحدها الصائبة، وأنهم فوق الخطأ. يثنون على الجاهل ويهاجمون العالم، ومن يلتقي بأحدهم قد يجد كلامًا معسولًا جذابًا عند أول وهلة، ولكنهم سرعان ما يكشفون بتصرفاتهم تناقضًا صارخًا.
يتغير كلامهم حسب الظروف ويختلط بالوهم الذي يبثونه بين الناس، مما يجعل التفرقة بين صدق حديثهم وزيفه مهمة صعبة على من يستمع إليهم.
ثعالب هذا الزمان يتخذون الدين أحيانًا غطاءً لتضليل الطيبين وخداعهم. يتكلمون في الأمور الشرعية بحلاوة ظاهرة، يحملون السبح في أيديهم ويستخدمون السواك ليبدو مظهرهم متدينًا، بينما باطنهم يعكس أهدافًا مختلفة.
أفعالهم دائمًا تبعد المسافة بين ما يقولون وما يفعلون، فهم تجار الوهم الذين يستهترون بمستقبل المجتمع ولا يحملون خيرًا لغير أنفسهم.
هذا النوع من الأشخاص لا يهدأ عن الكذب، ومع ذلك يصدقهم البسطاء الذين ينخدعون بالمظاهر، وخاصة عندما يُستخدم الدين كوسيلة لمخاطبة العامة.
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا