
حسين حلمي يكتب: ترامب وتصريحات بلا قيود
عبّر العرب قديماً بقولهم: «من أشعل النار لا يضيق من دخانها»، وهي حكمة ما زالت تمتد في واقعنا الحياتي، حيث نجد أمثلة عديدة تنطبق عليها.
ومن أبرز هذه الأمثلة الحالة الجدلية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. منذ تسلمه السلطة، لم يتوانَ عن إطلاق سلسلة من التصريحات التي طالت الدول القريبة والبعيدة، سواء كانت حليفة أم معادية، بحيث لم يستثنِ أحداً.
على سبيل المثال، وصف كندا، الدولة المجاورة التي تتقاسم مع الولايات المتحدة حدوداً طويلة شمالية، بأنها يجب أن تكون مجرد ولاية أمريكية. كما فرض عليها تعريفات جمركية أثقلت اقتصادها الذي يعتمد بدرجة كبيرة على التعامل مع الولايات المتحدة.
لم يكتفِ بذلك، بل اتجه جنوباً نحو بنما وصرّح بضرورة أن تسيطر الولايات المتحدة على قناتها الدولية التي تربط المحيط الهادئ بالمحيط الأطلسي، بهدف منع الصين من استخدامها والتحكم في حركة بضائعها لرفع تكلفتها.
أما على الساحة الأوروبية، فكانت له تصريحات أخرى مثيرة للجدل. طالب أوكرانيا بسداد قيمة الأسلحة التي حصلت عليها خلال حربها ضد روسيا.
وبخصوص دول الاتحاد الأوروبي، فقد دعاها إلى زيادة مساهماتها المالية في نفقات حلف شمال الأطلسي (الناتو). هذا كله بالإضافة إلى مواقفه ضد إيران وبرنامجها النووي الذي طالب بوقفه.
لذلك، لا ينبغي أن نستغرب تصريحاته بشأن غزة والدول العربية، فهو بمنهجه السياسي أثبت أن من يشعل الحرائق لن يسلم منها، كما سيطال لهيبها أولئك المعجبين بسياساته والمُنساقين خلفه.
لم نقصد أحداً