نون والقلم

حسين حلمي يكتب: تجار بلا قواعد

عجيب حال تجار هذا البلد. على عكس كل القواعد الاقتصادية المتعارف عليها عالميًا، لا تحكمهم قاعدة العرض والطلب. السلعة التي يرفعون أسعارها لا يخفضونها لاحقًا، حتى وإن قلّ الطلب عليها.

يبتكرون قواعدهم الخاصة في عمليات البيع، تحكمها أمثال شعبية مثل «نيني نيني لما ييجي اللي يشتريني»، فيتخلون عن المنتج ليفسد بدلًا من أن يجني أي شخص فائدة منه.

بهذه العقلية، يساهمون بشكل مباشر في تخريب الاقتصاد بجميع قطاعاته، سواء كانت تجارة السيارات أو العقارات أو حتى أسواق الخضراوات والفاكهة.

للأسف، يرتدون أقنعة تخفي نواياهم الحقيقية، ويستخدمون الشعارات البراقة لخداع الناس. تجدهم مستعدين للدفاع عن مصالحهم دون أي خجل، وسط دهشة الجميع من تصرفاتهم الجريئة.

يظهرون بمظهر الوطنيين المدافعين عن القومية العربية، ويتحدثون عن ضرورة إعمار غزة ودعم صمود الشعب الفلسطيني.

وعلى الرغم من هذه الادعاءات، لا يقدمون أي دعم فعلي لشعبهم الذي يعيش من بينهم.

عندما يظهرون أمام الناس، تملأ الهمسات المكان وتنتشر الابتسامات الساخرة لأن الجميع على دراية بخفاياهم وحكاياتهم التي لو سمعها طفل لبلغ من هولها.

هؤلاء لم يتركوا جيبًا إلا واستباحوه في سبيل بيع بضاعتهم، ليصبح اقتصادنا معهم في مهب الريح. لا يحركهم إحساس بالمسؤولية أو الشفقة تجاه المواطنين،

وكأن شعارهم الوحيد«كل شيء مباح ومستباح». وسط مناخ فاسد وهيمنة هؤلاء على المطالب اليومية والأسواق، استطاعوا القضاء على مدخرات الطبقات البسيطة والمتوسطة، ليتركوا الاقتصاد والغالبية الكادحة بين براثن فوضى لا تنتهي.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى