
حسين حلمي يكتب: تجارة الدين و قوانين السوق
هل هناك تجارة بالدين؟ بلا شك، هناك من يستغلون الدين لأغراض تجارية، حتى أصبح من الصعب التمييز بين الصواب والخطأ.
وهذا يعود بشكل كبير لقدرة هؤلاء الأشخاص على التأثير باستخدام اللغة والأساليب المبهرة، حيث يسيئون إلى مشاعر الناس باسم الدين.
يوظفون التزييف ويختلقون القصص وينشرون الخرافات والأساطير لزيادة مكاسبهم على حساب البسطاء. وهذه الظاهرة ليست محصورة في دين واحد بل تظهر في العديد من الأديان نظراً لأنها تعتبر تجارة مربحة وسهلة لا تحتاج لتكاليف تُذكر.
تنمو بسرعة بسبب الجهل المتفشي بين الناس. يستغل هؤلاء حاجة الأفراد للرغبة في إرضاء الله من خلال العبادات، فيعرضون بضاعتهم في وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلانات المباشرة.
تتبع هذه التجارة قوانين السوق من حيث العرض والطلب، والاحتكار والمنافسة. أعرف شخصاً ثرياً يشتري مكاناً في الصف الأول في الصلاة بالحرم المكي، حيث يدفع لشخص ليجلس نيابة عنه في المقدمة، وكأنه يبيع شيئاً ثميناً.
من أوهمه بأن الجلوس في آخر الصف يُقلل أجره؟ للأسف، نشغل الناس بالتفاهات عن السبل الصحيحة للعبادة؛ فلا الخيام المكيفة أبلغ ممن يعبد الله في الخلاء، ولا المظاهر الخداعة قادرة على خداع الناس طوال الوقت.