نون والقلم

حسين حلمي يكتب: بلونة الاختبار 

كان يا ما كان في سالف العصر والأوان.. كان لدى الملوك وظيفة هامة جداً وهي وظيفة «حامل الأختام» ويُعتبر هذا الشخص من أخلص الرجال لدى الملك ويثق فيه ثقة عمياء، لأنه يختم على الأوامر الملكية بختم الملك الذي يعلمه جميع العاملين في جميع الدواووين فيقومون بتنفيذها فوراً. 

وربما كثيراً منهم لم يرى الملك في حياته ولكنه يعلم الختم. من هنا أصبح هذا الشخص من ذوي الوظائف العُليا القريبة جداً من الملك، ومحل احترام وتقدير من الجميع، ولكن مع الوقت أصبح اللقب مجرد إصطلاح يُطلق على هؤلاء الذين يُدافعون عن كل القرارات الصادرة من السُلطة التنفيذية حتى لو كانت خطأ، وينشرون عن أنفسهم أنهم من المقربين من السُلطة، وأنهم داخل مطبخ صُنع القرار، وأن المسؤولين يبيحون له بكل أسرار الدولة. 

والرجل الذي يحمل هذه الصفة يُذيع هذه الأسرار للعامة على قنوات التواصل المباشرة من قنوات تليفزيونية أو «بوستات» إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، معتقداً أن السُلطة غبية، ولكنها تستخدمه كبلونة اختبار، يُقاس بها رد فعل الناس على بعض الأشياء التي يمكن أن تكون محل غضب منهم. 

والرجل يقوم بدروه معتقداً أنه حامل الأختام، ولما لا وهو الذي حصل على ما لم يحصل عليه زملاءه الذين أتوا معه، وأصبح صاحب قصور وفيلات وخلافه. 

لم نقصد أحداً !! 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى