
حسين حلمي يكتب: انهيار النظام العالمي الجديد
بعد الحرب العالمية الثانية، تعاظم الدور القيادي للولايات المتحدة، حيث شاركت مع الحلف المنتصر في صياغة نظام عالمي جديد لإدارة شؤون العالم.
تمكنت الولايات المتحدة من بسط سيطرتها على هذا النظام بفضل تركيزها على عوامل القوة في السياسة، والتي تجسدت بالانفراد بترسانة ضخمة من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النووية، التي لعبت دوراً حاسماً في تحقيق النصر وإنهاء الحرب.
تمثّل الهدف المعلن من تأسيس منظمات مثل الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها في تحسين العلاقات بين دول العالم، وصولاً إلى الحد الأدنى من التفاهم اللازم لحل القضايا المصيرية التي تهدد مستقبل البشرية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الغاية الأسمى كانت منع الحروب.
انضمت دول العالم المختلفة إلى تلك المنظمات على أساس فكرة أنها تشترك في مصير مشترك على كوكب واحد، حيث لا ينبغي السماح لأي طرف بأن يدمر هذا المركب الجماعي، إذ سيكون ذلك خسارة للجميع.
ومع ذلك، فإن المشهد الدولي اليوم يعكس تناقضات صارخة؛ فبدلاً من تحقيق الأهداف المرجوة، تبدو هذه المنظمات متجهة نحو الانهيار، بعدما فشلت في إرساء السلام وأدت إلى تأجيج الصراعات وزيادة الانقسامات بين الشعوب.
إن هذه التداعيات التي نشهدها حالياً تشير إلى أن انهيار هذه المنظمات قد يكون مقدمة لانهيار الدول التي بادرت بتأسيسها جراء مخالفتها المبادئ التي قامت عليها. ويبقى الدرس الأسمى واضحاً: أن من يسعى لقهر الحق، سيجد الحق في النهاية قادراً على هزيمته.