نون والقلم

حسين حلمي يكتب: المسؤولية واختبار القدرات

من العبارات الشهيرة التي نسمعها في بعض الأعمال الدرامية هي «يا فاشل يا فاشل»، فنكتفي بالضحك على هذا الفاشل دون أن نتوقف للحظة لنتأمل في مفهوم الفشل نفسه.

تشير الكلمة في اللغة إلى «الخيبة» وعجز الشخص عن تحقيق ما كان يطمح إليه. هذا الفاشل، في الحقيقة، لا يؤثر فينا، سواء بفشله أو نجاحه، كما يقول المثل الشعبي: «اللي شايل قربة مخرومة بتخر على دماغه مش دماغ حد تاني».

ما يهمنا بالفعل هو ذلك الشخص الذي يضغط على نفسه بتحمل أعباء تتجاوز إمكانياته، ولكنه، للأسف، غالبًا ما يلعب دور الضحية ويلقي باللوم على من حوله، متهمًا زملاءه بالكسل أو عدم الكفاءة.

هذه النظرة تولد من قلة إحساس الشخص بالمسؤولية التي تقع على عاتقه، وهي مسؤولية تتطلب العمل الدؤوب، والصمود أمام التحديات، والإيمان بأن النجاح الحقيقي لا يكمن في التذمر من الظروف أو صناعة الأعذار.

المسؤول الحقيقي هو من يدرك قيمة الحرية في العمل ومع من يعمل. فهو لا يتعاون مع «العبيد»، لأنهم إذا استحوذوا على زمام الأمور حوّلوا كل شيء إلى عبودية واستغلال. الرجل المسؤول بحق هو الشخص الحر، الذي لا يعرف الاستسلام ولا يلقي باللوم على رجائه الذي خذله، بل يتحمل مسؤولية أفعاله ويقول بكل ثقة: «غلبت أنا».

هذا النوع من القادة هو من يصنع فرقًا إيجابيًا في محيطه ولا يمكن أبداً اعتباره فاشلاً يستحق السخرية أو التوبيخ.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى