نون والقلم

حسين حلمي يكتب: اللاوعي الجمعي

هنـاك الكثيـر مـن الأفكـار الـتـي تتسلل إلـى اللاوعي الجمعي، لتستقر فــي اللاوعـي للبشـر وتسيطر علـيـهم، وتصبح تلـك الأفكـار هـي السـجـن الـذي لا يستطيع أي إنسـان الخـروج منـه.

ولا يستطيع أي شـخص الـتحكم فـي تلـك الأفكـار، بـل العكـس هـي التـي تـتحكم فيـه. وتتحـول مـع الوقـت إلـى فولكلـور ملئ بالأساطير والحواديـت التـي لا تعبـر عـن حقيقـة مشـاعره. مثـل المـلـك يأكـل خـروف محشـي كـل يـوم، وأنـه شخصية غيـر البشـر الـعـاديين.

وأنـه يعلـم عنـا ما لا نعلمـه عـن أنفسـنا، إن كـل الأخطـاء التـي حولنـا سـببها «خلفـت العيال الكثير» و«سـمـاع كـلام الأعـداء»، وكلـه كمـا يـراه الحكــام السـبب والعلـل.

المهـم الخبـر الـذي يمكـن أن يتكـرر حتى يسير جــزءا مـن اللاوعـي الجمعـي للمجتمـع، لا يجـوز أن تقـول عكسه ويصــبح الشـخص أسـيـر هـذه الأساطير التـي استقرت لديـه ويصـبـح سـهل الاقتياد أو كمـا قـال أحمـد شـوقي فـي مسـرحيته الشهيرة «مصـرع كليوبــاترا» يصـرفه المضـلل كيفمـا شاء، هـذه الأفكـار الـتـي ترسـخت داخلنـا تخرجـك مـن الإطـار الطبيعـي للأشياء فتـذهب إلـى عملـك بعـد دوام الشـمـس سـاعات.

فأنـت تـعـيـش فـي نظام مختـل مـن اختراعـك. نظـام فـقـدت فيـه حريتـك وتسـمـع فيـه الـتحكم فيـك ولا تستطيع فيـه الكـلام، أو الحـوار أو حتـى الطلـب. وتنتظـر فـرج ربنـا بالتأكيـد سـوف يعطيـك كـل الـذي ترغب فيه. ولكن بالعمل وليس بالكسل.

لم نقصد أحدا!!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

زر الذهاب إلى الأعلى