
حسين حلمي يكتب: العدالة وأسُس الاستقرار الاجتماعي
الإنسان هو ذاته في كل مكان، بلا اختلاف بين فرد وآخر سواء كان أبيض أو أسود. لكن الفروق تكمن في المجتمعات والظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المحيطة التي تؤثر على سلوك الإنسان وتكوينه الثقافي.
فالذي يعيش في الغابة يختلف عن الذي يسكن الجبال أو الساحل، وهذه البيئات تفرض سلوكيات محددة لضمان استمرارية الحياة. ويميل كثير من الناس إلى العيش في السهول والوديان، اعتقاداً بأن الحياة هناك أكثر سهولة.
والمجتمع المصري هو أحد تلك المجتمعات التي عاشت ولا تزال تعيش على ضفاف النيل، ويتميز بملحوظة هامة؛ حيث إن لغته لم تتغير سوى ثلاث مرات تقريباً عبر التاريخ، ودينه لم يتغير إلا مرتين أو نحو ذلك.
المصريون يميلون إلى تقديس حكامهم وجعلهم مثل الآلهة. ورغم ما واجهوه من صعوبات ومن حكام أجانب، استمر وجود مصر على الخريطة العالمية ولم تختفِ بفعل الزمن.
فالمصري عبر التاريخ يأبى الضعف والهدم لأن البناء جزء من هويته منذ فجر الأهرامات، وتراثه الثقافي يعزز الفهم للحق المبني على العدل. وهذا المبدأ الذهبي يُعد أساس الاستقرار والاستقلال والأمن والسلامة، محققًا مصلحة الجميع بلا ظلم أو اضطهاد في مجتمع يسوده العدل. والعدل مثل الشمس قد يغيب لكنه لا يموت، وسيفضح أي ظالم مهما طالت فترة الظلام.