
حسين حلمي يكتب: الشعب الذي لا يُقهر
إلى جانب شجاعة أهل غزة في مواجهة العدوان الغاشم الذي تعرضوا له، ظهرت حرب أخرى بسلاح مختلف، سلاح المواليد الجدد، الذي استطاع هذا الشعب الصامد من خلاله تعويض كل الأرواح التي فقدها في حرب طوفان الأقصى.
هذه المعركة الديموغرافية تجسد بشكل عملي علماً يعرف بـ«الديموغرافيا»، وهو علم يركز على دراسة التغيرات السكانية التي تطرأ على مجموعة من الناس داخل منطقة معينة.
الإحصائيات السكانية أكدت زيادة ملحوظة تصدح برسالة واضحة: هذا الشعب لن يُبيد ولن يُمحى مهما اشتدت التحديات. هذه الأرقام قطعت الطريق على حجج العدو وداعميه، الذين يحلمون بالنيل من صمود الفلسطينيين. فغزة وأهلها واجهوا آلة الحرب والاستبداد بصوت الحياة القادم من صرخات المواليد، أصوات تفوقت على قرع طبول العداء والتهديد.
مهما بلغت قوة الجيوش والأنظمة، لن يتمكن أحد من وقف نمو الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو الشتات. هؤلاء الصغار القادمين سيواصلون حمل القضية والمقاومة، لينضموا إلى صفوف الرجال والنساء الذين استمروا في النضال جيلاً بعد جيل.
كما قال محمود درويش في إحدى قصائده، إن الشهداء يرتفعون بالبلاد إلى مستويات أسمى، ويعودون بها أكثر خصوبةً وعمقاً عبر نسلهم.
هكذا هم أهل غزة الباسلين، يجسدون الأمل والصمود، يواصلون المسيرة بلا انقطاع، حاملين راية أمتهم نحو مستقبل يستحقونه.
لم نقصد أحداً !!