نون والقلم

حسين حلمي يكتب: الحب الزائف والخيانة المقنعة

دخلت على صديقي «حنظلة» ووجدته غارقًا في الحزن والاكتئاب. سألته عمّا يُثقل قلبه، فأجاب بأنه كان جالسًا مع مجموعة من الأصدقاء وقرر أن يبوح لهم بسر بسيط ليختبر من بينهم من قد يفشي أسراره. ولكنه الآن في حيرة من أمره ولا يستطيع تحديد الشخص الذي خان ثقته.

سألته: «هل تعتقد أن كل الموجودين يحبونك؟»، فأجاب بسرعة: «لا، أظن أن هناك شخصًا لا يكن لي حبًا».

وأضاف أنه كان يشك أن هذا الشخص بالتحديد هو من يفشي أسراره، ولذلك تعمد إخبارهم بالسر ليختبره. ثم تابع شارحًا أن الأمر ازداد تعقيدًا بالنسبة له لأن الشخص الذي نقل الخبر تحدث عنه بطريقة إيجابية، ممتدحًا إياه ومبرزًا خصاله الطيبة، رغم أن السر الذي شاركهم إياه لم يكن يعكس ذلك.

 وقال: «لو كان الشخص الذي أشك فيه هو من أفشى السر، فمن المنطقي أنه لن يمدحني بل سينقل أمورًا ضد مصلحتي. ولهذا السبب أشعر أنه قد يكون بريئًا».

قلت له: «حسنًا، رتّب أولئك الأصدقاء بناءً على إحساسك بصدق محبتهم لك، دون مبالغة أو نفاق. ليس كل من يجاملك بكلام جميل هو بالضرورة يحبك حقًا. ستعرف حينها مكانة من أفشى السر بينكم».

وأضفت: «إذا كان هذا الشخص قد نقل عنك أمورًا تخدم مصلحتك أو حتى فهمها بشكل إيجابي، فهذا يدل على أنه يُحب الخير لك وربما كان يبررك أو يدافع عنك حين أخبر الآخرين. أما الخائن الحقيقي فلا يمتدح، بل يطعن وينقل السيئ ليضر بك، لأنه يتبع هواه ولا يخاف عليك».

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى