![ادعاء العلم](/wp-content/uploads/2025/02/حسين-حلمي-2-10-780x470-2.jpeg)
حسين حلمي يكتب: ادعاء العلم وقلة الخجل
الجاهل هو الشخص الذي لا يُولي أي أمر أهمية، دأبه التظاهر بمعرفة كل شيء وفي كل مجال. لكن المقصود هنا ليس الشخص الأمي، لأنه في كثير من الأحيان يكون أكثر وعيًا بما يدور حوله؛ حيث يلتزم بحدود معرفته ولا يتظاهر بالعلم في أمور يجهلها.
الفارق بين الجاهل والأمي يكمن في «الخجل». فالجاهل لا يعرف الخجل ويستمر في ادعاء العلم، بينما الأمي يصغي ويتعلم إن لم يكن على دراية.
من هنا يمكننا القول إن ليس كل جاهل مدعٍ، ولكن كل مدعٍ هو جاهل. مشكلتنا تكمن في أولئك الذين يقتحمون مجال العمل العام، ويتصدرون مواقع حساسة بمواقفهم المبنية على الاعتقاد أن مكانتهم تفرض الامتثال لرأيهم دون مناقشة أو نقد.
نجد الطبيب يتحدث عن القضاء، ورجل القانون يفتي في الطب، والسباك يتظاهر بفهم الميكانيكا، وكل ذلك بثقة وجرأة تدعو للاستغراب.
هذه الظاهرة هي أحد الأسباب لتراجعنا عن ركب التقدم. علينا أن نواجه كل من يدعي المعرفة فيما لا يعلم، سواء كان يعتمد على الذكاء السطحي أو قوة المنصب أو نفوذ العلاقات الشخصية والمجاملات.
ومع ذلك، يجب ألا نمس الجرأة ذاتها كقيمة؛ فالجرأة وعدم الخوف من الخطأ ضروريان للتعلم واكتساب الخبرة. وبينما تُعتبر الجرأة سمة إيجابية، فإن الجرأة الناتجة عن الجهل هي التي تدفع بالأمر إلى التهلكة بلا حياء أو خجل.
لم نقصد أحدًا