نون والقلم

حسين حلمي يكتب: أدب القرود 

كثيراً ما نُشاهد شخص يجلس أمام مسؤول ما على طرف الكرسي الذي أمام المسؤول ويكاد يُلامس الأرض، هذه الجلسة تُسمى «القرفصاء» بدلاً من الجلوس بوضع صحيح مريح على الكرسي. 

والمشاهد لهذا الوضع يعتقد في الشخص الجالس على هذه الهيئة بأنه شخص متوتر وخائف وغير واثق في نفسه وأن المسؤول شخص متعالي ومتكبر محب للنفاق والمدح والإحساس بالعظمة، لذلك يكون رد فعل المتعاملين معه على هذا الشكل وإعطاء الثقة في قوته. 

في الغالب إن كثير من المسؤولين الذين يقبلون جلوس الناس أمامهم على هذا الوضع شخص مؤذي يجرح شعور الأخرين، لذلك يظهر الناس معه على هذا الوضع الذي يغذي لديه ثقته في نفسه، ويظهر ذلك من تعبير وجهه الذي يلمع من فرط إذلال الناس. 

ونحتار في الأمر بين من الذي يضحك على الأخر المسؤول أم الشخص الجالس أمامه جلسة القرفصاء التي يعتبرها بعض الحقوقيين المدافعين عن حقوق الإنسان أداة تعذيب استعملها الأمريكان مع معتقلي «جوانتاناموا» وقد جاءت شهادات الكثير من هؤلاء المعتقلين بهذه الرواية التي تؤكد أن الجلوس بهذا الشكل شيء غير طبيعي جاء ذكرها في أدب القرود. 

لم نقصد أحداً !! 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى