نون والقلم

 حسن منصور يكتب: فيروس كورونا يصيب ليبيا

حينما يوسع فيروس كورونا الجديد انتشاره جغرافياً مع امتداده في كل الأنحاء المعزولة في العالم، فإن البلدان التي تمر بالوضع السياسي غير المستقر في داخلها ، مثل ليبيا ، لا تزال الأكثر عرضة للوباء.

أعلن المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض، يوم الثلاثاء 24 مارس / آذار، عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد، وبحسب المركز ، المصاب هو رجل ليبي عاد من السعودية مؤخرًا عن طريق تونس ظهر عليه الأعراض بعد أكثر من أسبوع من وصوله.

وأفاد المركز أن «تم التأكد من الإصابة بـCOVID-19 بعد إجراء الفحوصات في مختبر الصحة العامة»، مشيراً إلى أن «الرجل تم نقله إلى أحد المستشفيات في طرابلس».

الأمر المثير للدهشة هو أنه نجحت ليبيا في البقاء بعيدة عن الوباء قبل هذه الحالة، ولكن في الوقت الحالي هناك مخاوف جدية بشأن تهديد تفشي الفيروس على نطاق واسع في البلاد، في ظل استمرار العمليات العسكرية وانهيار النظام الصحي، يعرب العديد من الخبراء عن قلقهم من أن السلطات الليبية لن تكون قادرة على التعامل مع الفيروس القاتل الجديد.

بعد تسع سنوات من الحرب المدمرة ، وجد الفيروس ليبيا على حين غرة، وفقاً لرئيسة بعثة منظمة الصحة العالمية في ليبيا إليزابيث هوف، كان النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار حتى قبل ظهور فيروس كورونا.

وأكدت أيضا أن المعدات التي تمتلك السلطات الليبية بها لتشخيص المرض ليست كافية لمواجهة فعالة لانتشار «كورونا»، وبصرف النظر عن أدوات الاختبار ، تعاني المؤسسات الطبية أيضًا من نقصاً حاداً في مستلزمات أساسية لعلاج المصابين، كما تواجه البلاد مشكلة البنية التحتية الطبية ونقص العاملين المؤهلين في المجال الطبي. في نفس الوقت، يعاني العاملون الصحيون والأطباء من حدوث التأجيل المستمر لدفع الرواتب.

منطقة عاصمة طرابلس التي يعيش فيها أكثر من 2 مليون شخص هي الأكثر عرضة للانتشار السريع للوباء.

يمكن العديد من مخيمات اللاجئين في طرابلس التي تعد الأكثر كثافة سكانياً أن تصبح بؤرةً رئيسية لتفشي “كورونا”. بحسب الأمم المتحدة ، يعيش عدة مئات الآلاف من النازحين والمهاجرين من دول إفريقيا والشرق الأوسط في غرب ليبيا.

مراكز الاعتقال مزدحمة وغير صحية، ويقيم اللاجئون في عنابر ممتلئة بالناس حيث يضطرون للنوم بجانب بعضهم البعض على الأرض. وهم محرومون من الحد الأدنى من الرعاية الطبية وغير قادرين على الامتثال لأي التدابير الوقائية الاستباقية لمنع انتشار الفيروس.

ولا يزال الوضع معقداً بسبب الاشتباكات العنيفة في المناطق الغربية للبلاد. منذ أبريل / نيسان 2019، تقاتل القوات الموالية لحكومة الوفاق المدعومة تركياً الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في ضواحي طرابلس.

جدير بالذكر أنه يوجد عدة مئات من الجنود الأتراك على أساس التناوب في غرب ليبيا، في الوقت ذاته ، تم إدراج تركيا ضمن قائمة أعلى عشرين دولة من حيث عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا. الآن سجلت تركيا 3629 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد بالإضافة إلى 75 حالة وفاة.

إلى جانب ذلك، ترسل أنقرة المرتزقة السوريين من محافظة إدلب السورية إلى ليبيا ليتعاملون إلى جانب حكومة الوفاق الوطني مما يسهم في تفشي المرض.

وبالتالي، فإن الوضع الإنساني في ليبيا التي مزقتها الحرب الأهلية يتفاقم بالتدخل الخارجي الخطير من قبل الدولة الأجنبية التي تكافح ضد فيروس كورونا. في ضوء احتمال كبير لانتشار الوباء المميت، قد تتوقف الحياة في العاصمة الليبية تمامًا.

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى