أعلن المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد المصري، ووكيل أول مجلس الشيوخ، فى تصريحات صحفية بمناسبة ذكرى ثورة 1919، أن هذه الثورة هي فخر للمصريين جميعاً فهى إرادة أمة وكفاح شعب وزعامة زعيم.
وأشار «أبوشقة» إلى أن الاحتفال بذكرى ثورة 1919 يعنى الاحتفال بتأسيس حزب الوفد، الذي يعد الابن الشرعي للثورة التي انطلقت شرارتها في 9 مارس 1919.
ثورة 1919 أسست للدولة المصرية الحديثة
وأكد أبوشقة أن هذه الثورة أرخ لها المؤرخون بأنها أسست للدولة المصرية. وقال أبوشقة إن حزب الوفد قال عنه المؤرخون، سواء في الداخل أو في الخارج، إنه جزء من الحركة الوطنية المصرية خلال المائة عام الماضية.
وأوضح «أبوشقة» أنه في يوم 13 نوفمبر سنة 1918، ما زال يوماً تاريخياً للمصريين فهو عيد الجهاد الوطني، عندما توجه الزعيم سعد زغلول ومعه كل من عبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى إلى دار الحماية البريطانية لمقابلة السير ريجنالد ونجت، المندوب السامي البريطاني، للمطالبة بالاستقلال. وكانت المواجهة التي اتسمت بالاستعلاء والتهكم عندما قال: بأي صفة تتحدثون باسم الشعب المصري.
نفى «سعد» ورفاقه وراء اندلاع ثورة المصريين فى 9 مارس
وكانت بداية الثورة التي انطلقت، وجمع المصريون ثلاثة ملايين توكيل من كل ربوع مصر في وقت واحد، وكان عدد سكان مصر 11 مليون نسمة، وقاموا بتفويض الزعيم سعد زغلول بأن يكون لسان الإرادة الحقيقية للشعب المصري، وأمام صلابة المصريين وإصرارهم على مطالبهم والتفافهم حول الزعيم سعد زغلول كانت القارعة.
وتم اعتقال سعد ومحمد محمود وإسماعيل صدقي وحمد الباسل يوم 8 مارس 1919 ونفيهم إلى جزيرة مالطا. وأوضح «أبوشقة» أن هذه كانت الشرارة التي ألهبت مشاعر المصريين، وكانت الثورة العارمة التي لا مثيل لها في تاريخ الثورات الشعبية في العالم.
ثمار الثورة: إلغاء الحماية البريطانية ومصر دولة مستقلة ذات سيادة
وأكد أبوشقة أن هذه الثورة أسست للدولة المصرية. وقال أبوشقة إن الثورة حققت إنجازات عظيمة ومن ثمارها بيان 28 فبراير 1922، وألغيت الحماية البريطانية على مصر التي باتت دولة مستقلة ذات سيادة، وإعلان انفصال مصر عن تركيا ليعلن الأمير أحمد فؤاد ملكاً على مصر.
كما تم إعلان دستور 1923 الذى أسس لنهضة البرلمان، وتم تحرير المرأة المصرية، وكان من رواد التحرير فى هذا الشأن أم المصريين صفية زغلول والأم الروحية للنساء هدى شعراوى. وتم إنشاء أول نقابة عمالية في مصر فى عهد وزارة سعد سنة 1924 بقيادة عبدالعزيز فهمى. وظهر الوطني الكبير والاقتصادي طلعت حرب.
وأشار «أبوشقة» إلى إن مصر شهدت نهضة شاملة فى كل المجالات فنية وأدبية وثقافية وفكرية. أمثال سيد درويش ومحمود مختار وعباس العقاد وطه حسين وغيرهم من الشباب الذين شاركوا فى الثورة، وأصبحوا فيما بعد رؤساء وزارات وقادة أمثال محمود فهمى النقراشى وأحمد ماهر وإبراهيم عبدالهادى.
وقال «أبوشقة» إن ثورة 1919 ثورة شعب أسست دولة ولم تتوقف المسيرة بعد وفاة الزعيم سعد زغلول سنة 1927. وحمل لواء الكفاح وواصل المسيرة الزعيم مصطفى النحاس. وكانت معاهدة 1936 التى أبرمها وانحصرت فيها قوات الاحتلال فى مدينة القناة. وكان إلغاء معاهدة 1936 مرحلة جديدة من الكفاح المسلح ويوم 25 يناير 1952. الذى أصبح عيداً للشرطة، وأصبح في ضمير العالم وعيون الشعب رمزاً لإرادة أمة وكفاح شعب وزعامة زعيم.
وأوضح «أبوشقة» أنه تم إلغاء الأحزاب فى عام 1953. وعندما أعادها الرئيس الراحل أنور السادات إلى الساحة السياسية كان الزعيم الثالث للوفد فؤاد باشا سراج الدين. الذى أعاد الوفد إلى الساحة السياسية فى عام 1978قوياً راسخاً حامياً لمبادئه وتقاليده وأنه ضمير الأمة.
الوفد سيظل مدافعاً عن الدولة الوطنية والوطن والمواطن
وأكد «أبوشقة» أن حزب الوفد كان وما زال عند مبادئه التي دافع عنها طيلة 102 عام. مشيرا إلى أن حزب الوفد سيظل عند مبادئه مدافعاً عن الدولة الوطنية والوطن والمواطن. مدافعاً عن الدستور والديمقراطية بمفهومها الوطنى. ولا نجد غضاضة فى أن نقف إلى جوار الحاكم إن أحسن. وإذا صادفنا أخطاء نكون أمام المعارضة الوطنية الشريفة النزيهة التى لا تتغى إلا مصلحة الوطن والمواطن. مبرأة عن أى هدف شخصى أو مطلب أو منفعة ذاتية.
نون – القاهرة