سوشيال ميديا

جولات حول العالم تستعرض تجارب رواد التواصل العرب في حكايات السفر

نون دبي

في إطار فعاليات قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي، والمنعقدة برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكد المشاركون في جلسة «جولات حول العالم» التي ناقشت تأثير حسابات التواصل الاجتماعي التي تنتقل بين عواصم العالم للتعريف بثقافات الشعوب، أن هناك إيجابيات كثيرة انعكست على تجاربهم، بما في ذلك زيادة الثقة بأنفسهم، وتقبّل الآخر ، وأن الانسان خُلق ليبدع ويبحث عن الإيجابيات، فضلا عن أن الارتقاء بثقافة أي شخص يجب أن تكون متعددة المصادر مثل التعرف على صديق جديد، أو قراءة كتاب .

وخلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية سارة دندراوي، شارك خمسة من الشباب العربي المعروفين بتأثيرهم الكبير على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، وهم علي آل سلوم، وشريف فايد، وحسن محمد، وباسل الحاج، وأنس إسكندر، استعرضوا خلالها تجاربهم المتنوعة في التعرف على عادات الشعوب وتقاليدها، وانعكاس هذا النشاط  على شعوبنا العربية، وكيفية مساهمته في إثراء المحتوى العربي.

دروب

وبدأ علي آل سلوم صاحب برنامج «دروب» حديثه بالتأكيد على أن روح المكان هي من أهم الأشياء التي تعطي قيمة ومعنى له، وأن التنوع الكبير بين الجنسيات هي من الأشياء الإيجابية التي تقرب الأشخاص وتؤثر إيجابا فيما بينهم انطلاقا من تباين أفكارهم وثقافتهم وعاداتهم، وهو الامر الذي تميز به مجتمع دولة الامارات، بما تضمه من تنوع كبير في الجنسيات التي تعيش فيها، يؤثرون ويتأثرون فيما بينهم.

وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي تعتبر بحرا كبيرا من المعارف، ولذلك يجب أن يتسم كل الفاعلين على مواقعها بالمسؤولية الأدبية والأخلاقية، التي تمكنهم من التأثير بشكل إيجابي في الاخرين، لافتا الى أن الإسلام يحث على التعارف والتواصل فيما بين الناس، وهو الأمر الذي يجب أن نعززه نحن كعرب في رسائلنا وعلاقاتنا مع جميع شعوب العالم.

وأفاد سلوم أن أجدادنا العرب الأوائل سافروا وارتحلوا للكثير من البلدان ونقلوا ثقافتهم وتعرفوا على ثقافات الاخرين، فيما وصلوا الى أقصى بقاع العالم، وأنه يرى مسؤولية كبيرة على الجيل الحالي من الشباب العربي المعنيين بهذا الشأن، مؤكدا أن هناك كثيرين يسافرون وينتقلون بين البلدان دونما الحصول على فائدة ما ، ولذلك تأتي هنا أهمية منصات وحسابات التواصل الاجتماعي في نقل هذه المعارف وتعريف شبابنا بالآخر وبطريقة تفكيره ، لأن ذلك يؤثر إيجابيا في جيل الشباب الشغوفين بالتواصل مع العام الخارجي، ومعرفة حقيقة الانسان في أي مكان.

الطعام والتواصل

وقال باسل الحاج، صاحب برنامج «أزكى أكل في العالم»  والمهتم بمعرفة ثقافات وعادات الطعام لدى مختلف الشعوب، إن الطعام بحد ذاته يعد أحد أهم الوسائل لمعرفة الاخر ولتواصل معه بشكل إيجابي، وأن رحلاته العديدة لمختلف دول العالم، جعلته على يقين بأن هناك أمورا وأشياء تتعدى فكرة الطعام في حد ذاتها، بل هناك برأيه مشاعر إنسانية يحملها هذا الطعام للآخر مثل الحب والود والكرم، والتقبل للجميع.

ولفت إلى أن الشعوب العربية لا تعرف عادات بعضها الغذائية بالشكل الكافي، خاصة أن لدينا تنوعا كبيرا بين الشرق والغرب في هذا الشأن، ولكل مكان طابعه الخاص غذائيا، مؤكدا أن الموسم الحالي من رحلاته سوف يتعرض فيها الى أهمية هذا الامر، ومن ثم تعريف مجتمعاتنا بما لدينا من أصناف طعام تحمل في طياتها الكثير من الحكايات والاسرار، وهذا بحد ذاته كلمة السر لتعزيز علاقاتنا فيما بينا، خاصة بما نحمله من روابط ووشائج مشتركة.

وأكد أنه مع رحلاته الكثيرة للتعرف على عادات الشعوب الغذائية، لم يتعرض في مرة إلى أي شيء يحمل نوعا من العنصرية، بل كان الجميع يرحب به في أي مكان وأينما حلّ، وهذا ما يؤكد أنه يجب علينا كشباب عربي التواصل عن قرب مع الاخرين وتغيير بعض المفاهيم السلبية عن بعضهم.

التعرف على الآخر

من جهته، ذكر أنس إسكندر صاحب الحساب الشهير الذي يحمل اسمه على موقع «يوتيوب» أن الانسان يجب أن يكون من أهم أهدافه في الحياة التعرف على الآخر والتواصل معه وإيجاد قواسم مشتركة إيجابية تؤثر فيما بينهم، وأنه لو عدنا للأوائل من الأجداد لوجدنا أن تجمعهم فيما بينهم من خلال جلسات السمر أو غيرها من التجمعات، كانوا يحكون فيها عن قصص السفر والترحال ومميزات وثقافات الشعوب الأخرى.

وأفاد أن حقيبة سفره التي يحملها فوق ظهره، هي السر المهم في تجربته في السفر، حيث أنها جاهزة بشكل دائم، تحسباً للانطلاق الى أي وجهة، دونما التفكير في الماديات وتوفرها من عدمه، مؤكد أن منصات التواصل الاجتماعي تعتبر وبما تضمه من ملايين المتابعين، أفضل طريقة للتأثير.

وتحدث إسكندر عن تجربته الشخصية وقال إن فكرته عن الآخر بشكل عام كانت تنحصر بين الايمان والكفر، وهو الامر الذي تغير للضد بشكل كامل عندما بدأ رحلاته حول العالم، وعندما وجد ان الانسان واحد في أي بقعة على وجه الأرض، وأنه لا يجب بأي حال  من الأحوال تقييم الأشخاص انطلاقا  من عقيدتهم فقط، وبيّن المتحدث أن السفر والترحال جعله على يقين من أن الشعوب الأخرى تحمل الكثير من القيم والاشياء الإيجابية، وهو الأمر الذي يجب أن ننظر اليه بعين الاعتبار بعيدا عن التصنيف النمطي للناس.

ألبوم الذكريات

وأفاد المؤثر شريف فايد، أحد صنّاع البسمة على منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية، والشغوف بالسفر والترحال حول العالم، أن منصات التواصل الاجتماعي تعتبر ألبوما يحمل يوميا ذكرياته ونوادره في السفر بين البلدان، من شأنها أن تعلم وتعرف المتابعين بالجديد والمميز في شتى بقاع الأرض، وأن توفر الأموال لا يعتبر أمرا مهما كثيرا في الحصول على أفضل الخدمات، بل أن بالإمكان الانفاق بما يُتاح للشخص.

وأكد أن الإثارة والتشويق في السفر هي أهم الأمور بنظره، وأساسا للاستمتاع، موضحا أن بالإمكان وعبر هذه المنصات المجتمعية أن تغير وجهات نظر للكثيرين من المتابعين، وخاصة فيما يتعلق بالأماكن والوجهات الجميلة حول العالم، وأنه لدينا في عالمنا العربي ما يفوقها جمالا، مستغربا في الوقت ذاته من أن العرب ينظرون للبلدان الأخرى على أنها الاجمل والأفضل وهذا ليس صحيحا .

ونبّه إلى أن السفر للخارج ليس مكلّفا مقارنة مع الرحلات الداخلية في بلداننا العربية، ولذلك فإنها فرصة كبيرة للشباب أن يذهبوا لمختلف الوجهات، مؤكدا أنه يحمل رسالة مفادها تعريف العالم بما لدينا من وجهات وأماكن جميلة تفوق ما يمتلكونه في كثير من الأحيان.

اليابان بالعربي

من جهته، أشار حسن محمد المسؤول عن الموقع الإلكتروني «اليابان بالعربي»، أن مهمته في الأساس تهتم بالتقريب بين الشعوب العربية واليابان، ونقل الصورة الحقيقية عن هذا البلد لأجيالنا من الشباب العربي، ولذلك فإنه حريص على نقل الحقيقة عن ثقافات وعادات هذا الشعب، وتصحيح أي سلبيات، خاصة أن حسابهم على منصة «تويتر» ترد على أي سلبيات بشكل مباشر، وتوضيح الصورة، انطلاقا من المسؤولية الواقعة على عاتقهم، فيما يخص تقريب الثقافات.

وتمنى أن يكون هناك منصات وحسابات الكترونية لكل الشعوب العربية لتعريف الشعوب الاخر بما لدينا من حضارة وثقافة متأصلة جذورها عبر قرون، خاصة أنها تتشابه في كثير من الأحيان مع بعض هذا البلدان ومنها اليابان.

وتطرق حسن محمد إلى بعض صفات الشعب الياباني، وقالإنهم شعب محافظ يحمل من العادات والتقاليد الكثير، وهناك نقاط مشتركة معنا نحن العرب، لافتا الى أن هناك حاجة لمزيد من الجهود لتعزيز الروابط بين الشعوب العربية واليابان وتأصيلها بين الثقافتين لترسيخ الروابط الإنسانية في ضوء الموروث الثقافي والحضاري المهم للجانبين

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى