نون والقلم

جهاد الخازن يكتب: التهديد النووي الإيراني المزعوم لأوروبا

 الإرهابي رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو قال إن الاتحاد الأوروبي سيظل يتجاهل التهديد الإيراني إلى أن تضرب صواريخ نووية إيرانية الأرض الأوروبية.

هل هذا صحيح؟ نتانياهو شبّه تجاهل إيران نصوص الاتفاق النووي الذي وقّعته مع ست دول سنة ٢٠١٥ (الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق) بمحاولة استرضاء ألمانيا النازية أيام هتلر. نتانياهو تكلم بعد أن اجتمع وزراء خارجية الاتحاد وقالوا إن المخالفات الإيرانية للاتفاق غير مهمة.

إيران قالت إن تجاوزها نصوص الاتفاق سببه العقوبات الأميركية الجديدة عليها. إيران هددت بالعودة إلى أوضاع ما قبل الاتفاق النووي إذا لم تحاول أوروبا التخفيف من حدة العقوبات التي أدت إلى سقوط تصدير النفط وانهيار الاقتصاد الإيراني.

وكالة الطاقة النووية الدولية قالت أخيراً إن إيران لم تلتزم بشرط آخر في الاتفاق النووي عن تخصيب اليورانيوم. مفتشون تابعون للوكالة قالوا إن إيران أصبحت تخصّب اليورانيوم إلى 4.5 في المئة، مع أن الاتفاق النووي يضع التخصيب في حدود 3.67 في المئة. المفتشون قالوا إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب زاد عن ٣٠٠ كيلوغرام، وهو الحد الذي فرضه الاتفاق النووي.

خبراء قالوا إن تجاوز حد التخصيب المتفق عليه لا يهدد نص الاتفاق، لكن إيران قد تستمر في زيادة التخصيب لتصبح لديها القدرة لإنتاج سلاح نووي.

وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لم يروا مخالفة كبيرة في تجاوز إيران الحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم، لكن أرى ذلك خطراً على جيران إيران في الخليج، لذلك أطالب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن تبدآ برنامجاً نووياً يشمل تخصيب اليورانيوم للرد على موقف إيران، وأيضاً موقف إسرائيل التي تملك ترسانة نووية مؤكدة.

إسرائيل تحاول أن تثير العالم الخارجي ضد برنامج إيران النووي إلا أن لا حليف لها في العالم كله غير دونالد ترامب في الولايات المتحدة فهو يعتبر نتانياهو حليفه، وسياسته في الشرق الأوسط تعكس رغبات الإرهابي الإسرائيلي ضد إيران وبلادنا.

كان يمكن أن يتغيّر الوضع لولا أن إسرائيل مقبلة على انتخابات للكنيست في أيلول (سبتمبر) المقبل، يواجه فيها رئيس الوزراء السابق إيهود باراك نتانياهو وحلفاءه من أقصى اليمين. قرأت أن البليونير الأميركي جيفيري ابستين ساعد حملة باراك، فهو قدم 2.3 مليون دولار لمؤسسة تؤيّد باراك، كما شارك بمليون دولار مع باراك سنة ٢٠١٥.

نتانياهو يواجه ثلاث تهم فساد قد تنتهي به في المحاكم وأساسها علاقاته مع أثرياء يهود. هو نفى التهم وطالب بالتحقيق مع ابستين المتهم في الولايات المتحدة بعلاقات جنسية مع بنات صغار دون الثامنة عشرة من العمر.

اليمين الإسرائيلي مع نتانياهو، غير أن الوسط واليسار ضده، ونتيجة الانتخابات في أيلول المقبل لا يمكن تحديدها اليوم، إلا أن الأرجح أن ليكود سيفوز بعدد كبير من الأصوات يمكن نتانياهو من ترشيحه مرة أخرى لرئاسة الوزارة. ربما حصل هذا وربما كان خصومه أقوى في الانتخابات المقبلة فلا أقول اليوم سوى إننا ننتظر لنرى.

 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى