تميزت الحلقة الثالثة والمباشرة من «المنكوس» بالتنافس الشديد حيث جاء الأداء بين المتنافسين مقارباً وهو ما زاد من حالة الحماس لديهم.
أقيمت المسابقة مساء أمس الاثنين، على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، ليستمر «المنكوس» بموسمه الرابع بتعزيز موروث الشعر النبطي الأصيل، وهو واحد من الأهداف التي تواصل تحقيقها هيئة أبوظبي للتراث الجهة المنظمة للمسابقة.
أداء متميز
بحضور أعضاء لجنة التحكيم وهم محمد بن مِشيط المري، شايع العيّافي، حمود جلوي، ومتعب بن كروّز المري، تم الإعلان عن نتائج تصويت الجمهور، الذي حسم المنافسة لصالح السعودي متعب بن محمد الصيعري بحصوله على 76 درجة، والإماراتي سليم بن كدح الراشدي الذي نال 64 درجة.
وافتتحت الأمسية التي تمثل ختام المرحلة الأولى من «المنكوس»، بأداء مميز للمتسابقين الستة في المرور الأول، حيث قدّم المشاركون لحن المنكوس، الذي يُقيَّم فيه الأداء من قِبل لجنة التحكيم بواقع 50 درجة.
وبدأ السعودي حمد بن مغيثه الهاجري المنافسة، وحظي بإشادة كبيرة من لجنة التحكيم، حيث أثنى محمد بن مِشيط المري على اختيار النص وأداء اللحن، موضحاً أن انتهاء العُرب يعتمد على قدرة المؤدي في التحكم بنَفَسه، إلى جانب اختيار طبقة صوت مناسبة تعزز من جودة الأداء.
وشدد شايع العيّافي على مد نهايات الجمل. من جهته، وصف حمود الجلوي الأداء بالمتمكن، مطالباً بضبط ارتفاع الصوت وإضفاء لمسته الشخصية، وأشار متعب بن كروّز إلى تألق المتسابق، خصوصاً من البيت الثاني للنهاية.
وقدّم المؤدي الثاني السعودي حمود بن فرج المصارير أداءً جيداً رغم ما ظهر عليه من إرهاق حيث أشاد شايع العيّافي بجودة صوته، لكنه أشار إلى تأثير عدم الارتياح النفسي ونصحه بالاستراحة بين الأبيات لتحسين الأداء.
من جانبه اعتبر حمود الجلوي أن المتسابق بذل جهدًا لإخفاء الإرهاق، مؤكّداً أن الأداء كان مقبولاً مع توقعاته بتقديم الأفضل، فيما أثنى متعب بن كروّز على جمال صوته وأدائه، مشدداً على أهمية التحلي بالراحة النفسية قبل الصعود إلى المسرح، بينما أوضح محمد بن مِشيط أن أداء حمود في تجارب الأداء كان أكثر إتقاناً، رغم إشادته بحسن تنفيذ اللحن وإتقانه، مع توصية بحفظ الأبيات بشكل أفضل.
أما المؤدي الثالث السعودي سعود محمد الدوسري فقد حظي بإشادة واسعة من لجنة التحكيم، واعتبر حمود الجلوي أن الأداء الثابت وحفظ الأبيات ساعدا المتسابق في تقديم أداء جيد، وأشاد متعب بن كروّز بجمال صوته وأسلوبه الإبداعي، فيما أشار محمد بن مِشيط إلى الثقة الواضحة في الأداء، مع ضرورة تحسين تساوي الطبقة الصوتية، بينما أثنى شايع العيّافي على تماسك المتسابق وثقته على المسرح.
بصمة خاصة
قدّم المؤدي القطري سعيد علي المري، أداءً لاقى استحسان لجنة التحكيم، حيث أشاد متعب بن كروّز بدخوله الواثق، وحفظ النص، إلى جانب إتقان اللحن وجمال الصوت.
من جانبه أثنى محمد بن مِشيط على اختيار النص، معتبراً أن الأداء كان خالياً من الأخطاء، لكنه افتقد البصمة الشخصية التي تميز المتسابق، بينما عبّر شايع العيّافي عن إعجابه بالأداء، مشيراً إلى أن المتسابق مد اللحن قليلاً، أما حمود الجلوي فرأى أن هناك بعض العجلة في الأداء وإلغاء لبعض المدود في المواضع الأساسية، لكنه أشاد بتمكن المتسابق وجودة أدائه.
أما المؤدي السعودي محمد اليامي، فقد تميّز أداؤه بالقوة والثبات، حيث أشاد محمد بن مِشيط بحسن اختيار الأبيات وأدائه المتمكن، مع التمني بإضافة بصمته الخاصة، وأثنى شايع العيّافي على ثقته العالية وتحرره من الضغوط.
بينما أكد حمود الجلوي أن الأداء كان متماسكاً وخالياً من الأخطاء الفنية أو الإبداعية، مشيداً بحضوره القوي والمُهيب، بدوره وصف متعب بن كروّز أداء صياد بأنه امتداد للتألق الذي أظهره في المقابلات، معتبراً أن المتسابق نجح في رهان اللجنة بتميزه وأدائه الممتع.
وفي الختام فجاء مع السعودي عبد الهادي آل حميدان المري، الذي لاقى إشادة واسعة من اللجنة، حيث وصفه شايع العيّافي بأنه امتداد للأصوات المبدعة لهذه الأمسية، مشيداً بتمكنه في الأداء.
وأثنى حمود الجلوي على الجانب الإبداعي في صوته وثقته، مع ملاحظة غياب البصمة الشخصية، بينما أشار متعب بن كروّز إلى جودة الأداء وأخذ النفس بين الأبيات. واعتبر محمد بن مِشيط أن عبد الهادي قدّم ختاماً مميزاً للأمسية، ولاحظ تجنبه المجازفة على الهواء، مع ثقته في حسن أدائه واختياره للنص.
المرور الحر
شهد المرور الثاني من الأمسية الثالثة لبرنامج «المنكوس» إبداع المتسابقين الستة الذين قدّموا ألحاناً حرة من اختيارهم، يتم تقييمها بـ 10 درجات من قبل لجنة التحكيم. حيث أشاد محمد بن مِشيط بجميع الأصوات، مشيراً إلى التحسّن الملحوظ في أداء حمود المصارير وسعيد المري وصياد اليامي مقارنة بالمرور الأول.
فيما عبّر شايع العيّافي عن تقديره لأداء المتسابقين جميعًا، لكنه تمنّى أن يُظهر كل من سعود الدوسري وعبد الهادي المري تنوعاً أكبر في الألحان لكسر النمط وإبراز إمكانياتهما الغنائية.
من جانبه وصف حمود الجلوي الأداءات بالمتميزة، مشيدًا بخاتمة بيت حمد بن مغيثه، لكنه لاحظ فراغًا في الانتقال بين طبقات الصوت لدى حمود المصارير في البيت الثالث، إضافة إلى بعض العجلة في أداء سعيد المري.
بينما أثنى متعب بن كروّز على أداء الجميع، وعبّر عن توقعاته بأن يقدّم صياد اليامي مستوى أعلى من الأداء مقارنة بالمرور الأول، مشيرًا إلى أن عبد الهادي المري كان منخفض الصوت في هذا المرور.
تأهل الهاجري والمري للمرحلة المقبلة
وفي النهاية أسفرت الدرجات الممنوحة من لجنة التحكيم عن تأهل حمد بن مغيثه الهاجري من السعودية بحصوله على 58 درجة، وسعيد علي المري من قطر الذي حصل على57 درجة، ليضمن كلاهما الانتقال المباشر إلى المرحلة المقبلة.
أما بقية المتسابقين، فجاءت نتائجهم متقاربة، حيث حصل كل من سعود محمد الدوسري وصياد محمد اليامي وعبد الهادي آل حميدان المري من السعودية على 56 درجة، فيما حصل حمود بن فرج المصارير من السعودية على 54 درجة.
وسيكون تصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج «المنكوس» حاسماً في تأهّل اثنين من المتسابقين الذين لم يتمكّنوا من التأهل مباشرة، حيث يُتاح للجمهور فرصة دعم نجومهم المفضلين لضمان استمرارهم في المنافسة.