أصدرت وحدة البحوث والدراسات بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، اليوم الخميس، 27 مايو 2021، تقريرًا بعنوان «الاعتداءات الأخيرة على غزة وموقف المجتمع الدولي».
أكد التقرير على أن الاعتداءات والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل لا تنتهك فقط حق الفلسطينيين ولكنها تنتهك كذلك الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني. وأشار التقرير إلى إصرار إسرائيل على ممارسة عمليات التميز والتطهير العرقي والتهجير ضد الفلسطينيين. وتمسكها بقرار بناء المستوطنات وهدم المنشئات المدنية الخاصة بالفلسطينيين وهى الانتهاكات التي تشكل جرائم حرب دولية مكتملة الأركان.
وتضمن التقرير الانتهاكات والاعتداءات والجرائم التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين. بالإضافة إلى موقف مجلس الأمن والأمم المتحدة فضلاً عن مواقف بعض الدول الأخرى في الاعتداءات على غزة.
وفيما يتعلق بالانتهاكات المدنية والأضرار البشرية فقد أوضح التقرير أن الانتهاكات اشتملت علي زيادة في إنشاء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية حيث صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 6,719 وحدة استعمارية بالإضافة إلى 12,159 وحدة استعمارية و11 بؤرة استعمارية خلال عام 2020.
كما تضمنت الانتهاكات قصف المباني السكنية واستخدام العنف للتهجير القسري. فقد تم تدمير 450 مبنى في قطاع غزة. ونزح أكثر من 52 ألف فلسطيني. وتم إجبار ما يقرب من 600 ألف طالب على التغيب عن الدراسة. وذلك وفق لتصريح وكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 18 مايو 2021.
أما فيما يتعلق بالانتهاكات في القطاع الصحي، فقد أشار التقرير انه منذ بداية أحداث حي الشيخ جراح في 11 مايو حتى صدور آخر تقرير لوزارة الصحة في غزة بتاريخ 19مايو 2021، والذي جاء فيه أنه تم قتل أكثر من 219 مواطنًا فلسطينيًا وإصابة 1570 مواطنًا آخر كان من بينهم 768 رجلًا و322 امرأة و480 طفلًا، ولم يتوقف الأمر فحسب على استهداف المدنيين فقط ولكنه امتد ليستهدف المنشئات الصحية أيضًا التي تعمل على تقديم الرعاية الصحية لهم حيث تعرضت 22 منشأة صحية لأضرار جزئية وكلية نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر.
أخبار ذات صلة:
-
ملتقى الحوار يصدر تقريرًا حول تناقضات وغموض السياسة الأمريكية في ليبيا منذ 2011
-
محمد يوسف يكتب: مصالحهم قبل القدس وغزة
-
بينهم 61 طفلا.. ارتفاع ضحايا غارات الاحتلال على غزة لـ212 شهيدا
-
منظمة حقوقية: قطاع غزة يشهد دمارًا على يد إسرائيل لم يرى مثله منذ 2014
-
ملتقى الحوار للتنمية: تركيا مسئولة عن ارتفاع الإصابات بكورونا بين سكان سوريا
وجاء بالتقرير فيما يتعلق باستهداف المراكز الإعلامية وقمع حرية الصحافة أوضح التقرير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية ألقت في السبت 15 مايو 2021 قنبلتين علي مبني الجلاء بهدف استهداف المراكز الإعلامية التي تعمل على رصد الاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالانتهاكات التي تعرضت لها المرأة الفلسطينية في خضم الصراع المسلح وأثره على الصحة العامة أكد التقرير أن النساء الفلسطينيات تعرضن إلى التأثير الأكبر من الاعتداءات. إذ يوجد حاليًا حوالي 210،000 امرأة حامل ومرضعة في فلسطين ، ولهذا دعي المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان «لؤي شبانة» إلى وقف القتال، لضمان الحماية الكاملة للمدنيين وسلامة النساء والفتيات المراهقات.
وفيما يتعلق بالتصدي لتلك الانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وردود أفعال بعض الدول، فقد أوضح التقرير أن موقف الاتحاد الأوروبي جاء صامتًا. إذ إنه لم يصدر أي قرارات لوقف تلك الانتهاكات بل أنه اكتفى فقط بتقديم المساعدات وتوفير مساعدات طارئة. وقد وفر الاتحاد الأوروبي المساعدات الطارئة لفلسطين في عام 2021 فقط ما يقرب عن 34 مليون يورو.
كما تجاهل مجلس الأمن تلك الاعتداءات والانتهاكات وجرائم الحرب التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لم يتوقف الأمر لديها على استنكار فحسب بل أنها عملت على ازدياد الوضع سوءًا بتوقيع صفقة سلاح بقيمة 735 مليون دولار مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية، بينما عملت الصين على مواصلة الضغط من اجل تحريك مجلس الأمن لوقف تلك الأعمال العدائية وإعادة عملية السلام للمنطقة.
موقف الدول العربية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وفيما يتعلق بموقف الدول العربية من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي فقد جاء بالتقرير أن القضية الفلسطينية لاقت اهتماما كبير من بعض الدول العربية وقد تنوعت تلك الاهتمامات. إذ أدانت تونس والأردن الهجمات التي تقوم بها سلطات الاحتلال. كما أدانت الجزائر الأعمال الهمجية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني كما كان للأردن دور كبير في حل الأزمة.
أما فيما يتعلق بدور مصر في العمل على تهدئة الأوضاع في فلسطين فقد أكد التقرير أن للدولة المصرية الدور الريادي لوقف هذا الصراع الذي شهدته فلسطين في الفترة الأخيرة وقد تنوعت تلك الريادة ما بين المساندة السياسية، والاستجابات الإغاثية، والمبادرات التنموية التي تشتمل على الدعم المالي.
حيث توجهت وزارة الخارجية المصرية بتقديم المفاوضات لنظيرتها الإسرائيلية لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع. وذلك بالإضافة إلى إرسال وفدين أمنيين لتفعيل عملية الهدنة. كما عملت وزارة الصحة المصرية على وفتح معبر رفح وتجهيز 11 مستشفى.
كما خصصت الحكومة المصرية 500 مليون دولار لإعادة إعمار المنشآت المدنية التي قد تم استهدافها في غزة. فضلًا عن الدور الكبير للشعب في مساندة القضية الفلسطينية ورفضه واستنكاره للاعتداءات الغاشمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
نون – القاهرة