نون: رويترز
شدد انفصاليون بجنوب اليمن، اليوم الأربعاء، أن السبيل الوحيد للخروج من مأزق «عدن» الذي أحدث شرخا في التحالف العسكري بقيادة السعودية هو إخراج الإسلاميين والشماليين من كل مواقع السلطة في الجنوب، متعهدين بالاحتفاظ بالسيطرة الكاملة على المدينة، وأن التخلي عنها ليس مطروحا على المائدة في الوقت الحالي.
ووجه المتحدث باسم مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني في المملكة المتحدة، صالح النود، رسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمانمحمد بن سلمان تتعلق بالأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن.
وعبر تصريحات بثتها «رويترز» قال النود، «أود أن أقول لمحمد بن سلمان: إذا كنت تريد حقًا الفوز في الحرب، فقد كان الجنوبيون شركاء موثوق بهم، وقد أظهروا أنهم قادرون على المشاركة بشكل بنّاء، لكنهم في المقابل يريدون الحفاظ على الجنوب خاليا من المسئولين الفاسدين المنتمين إلى الإصلاح».
وأشار النود، إلى أن «أي موقع سلطة يجب أن يكون في أيدي الجنوبيين،ويجب منح الجنوبيين السلطة لحكم أنفسهم ويجب أن يتواصل الجنوبيون كشريك كامل في عملية السلام».
وأضاف «على السعوديين اتخاذ القرار: فهل يريدون الفوز في الحرب على الحوثيين؟ إذا كانوا يريدون ذلك فعليهم الاعتراف بنا، المجلس الانتقالي الجنوبي، في حكم الجنوب وإدارته حتى في الفترة الانتقالية»، مؤكداً «مازال بإمكاننا أن نكون جزءا من اليمن ويمكن لهادي أن يظل رئيسا لكن لابد أن يحكم الجنوبيون الجنوب».
ودعت الرياض إلى قمة طارئة حول عدن دون تحديد موعد. وقال محمد الحضرمي نائب وزير الخارجية في حكومة هادي لرويترز يوم الاثنين إنهم لن يحضروا ما لم تكف الإمارات عن دعم المقاتلين الانفصاليين في أعقاب «الانقلاب».
وكان الانفصاليون الذين يتمتعون بدعم الإمارات العضو بالتحالف قد سيطروا على عدن المقر المؤقت للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية في مطلع الأسبوع بالاستيلاء على القواعد العسكرية التابعة للحكومة.
وكشفت تلك الأزمة عن خلاف بين السعودية والإمارات التي رددت دعوة من الرياض للحوار بين الطرفين المتحاربين في عدن لكنها لم تصل إلى حد مطالبة القوات الجنوبية التي تمولها وتسلحها بالتنازل عما حققته من مكاسب.
يشار إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت في عدن بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي على الرغم من أنهما يقاتلان في صفوف التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد «أنصار الله» منذ 2015.
وأعلنت الأمم المتحدة الأحد مقتل نحو 40 شخصا وإصابة 260 في القتال في عدن. فيما أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» في بيان أنها قدمت العلاج لـ119 مصابا في أقل من 24 ساعة في مستشفى تديره المنظمة في عدن.
ومن جانبها وجهت المملكة العربية السعودية الدعوة للحكومة اليمنية ولجميع الأطراف التي نشب بينها النزاع في عدن لعقد اجتماع عاجل في الرياض «لمناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف».
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية فإن الاجتماع يهدف «للتصدي لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى، واستعادة الدولة وعودة اليمن آمنا مستقرا».
وتواجه الأمم المتحدة صعوبات في تنفيذ اتفاق سلام متعثر في ميناء الحديدة الواقع إلى الشمال من عدن وتخفيف التوترات بين السعودية والحوثيين لتمكين الأطراف من إجراء مباحثات سياسية لتشكيل حكومة انتقالية من أجل إنهاء الحرب.
ويمثل المقاتلون الجنوبيون عنصرا رئيسيا في المعركة التي يخوضها التحالف في مواجهة الحوثيين. غير أن الحرب أحيت توترات قديمة بين شمال اليمن وجنوبه اللذين كانا دولتين منفصلتين توحدتا في 1990 تحت قيادة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
أخبار ذات صلة
-
محمد بن زايد يدعو الفرقاء في اليمن إلى اغتنام فرصة الحوار
-
شاهد..رد أمير مكة على وجود خلاف سعودي إماراتي
-
ضاحي خلفان مهاجماً هادي: شاركنا في اليمن من أجل السعودية