- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

ترامب لروسيا: صواريخنا «قادمة» إلى سوريا

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، روسيا من إجراء عسكري وشيك في سوريا ردا على هجوم كيماوي مزعوم قائلا إن الصواريخ «قادمة» وهاجم موسكو لدعمها الرئيس بشار الأسد.

وكان ترامب يرد على تحذير روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، أمس الثلاثاء من أن أي صواريخ أمريكية تطلق على سوريا بسبب الهجوم المزعوم في مدينة دوما سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها.

وأثارت تصريحاته مخاوف من نشوب صراع مباشر بشأن سوريا للمرة الأولى بين القوتين العظميين اللتين تدعمان أطرافا متناحرة في الحرب السورية التي زادت الاضطرابات في الشرق الأوسط.

وكتب ترامب في تغريدة على تويتر «روسيا تتعهد بإسقاط أي صاروخ يطلق على سوريا. استعدي يا روسيا لأن الصواريخ قادمة.. لطيفة وجديدة وذكية!».

وأضاف ترامب في إشارة إلى تحالف روسيا مع الأسد «لا يجب أن تكونوا شركاء لحيوان القتل بالغاز الذي يقتل شعبه ويستمتع بذلك».

وردا على ذلك قالت وزارة الخارجية الروسية على فيسبوك «الصواريخ الذكية يجب أن توجه للإرهابيين وليس الحكومة الشرعية». وتشير دمشق وموسكو إلى المعارضة السورية بالإرهابيين.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن الضربة الصاروخية الأمريكية المحتملة ربما تكون محاولة لتدمير أدلة بشأن الهجوم الكيماوي المزعوم في مدينة دوما السورية. وتنفي دمشق وموسكو مسؤوليتهما عن الهجوم.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن عشرات من سكان دوما قتلوا في الهجوم وأصيب مئات آخرون.

وبعد تغريدة ترامب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات موالية للحكومة تقوم بإخلاء المطارات والقواعد العسكرية الجوية الرئيسية.

وقال الجيش الروسي اليوم الأربعاء، إنه يراقب تحركات القوات البحرية الأمريكية في الخليج. وأي ضربة أمريكية ستشارك فيها البحرية على الأرجح، نظرا للخطر الذي تمثله أنظمة الدفاع الجوي الروسية والسورية على الطائرات. وتوجد في البحر المتوسط المدمرة دونالد كوك التابعة للبحرية الأمريكية والمسلحة بصواريخ موجهة.

واتهمت وزارة الخارجية السورية الولايات المتحدة باستخدام «فبركات وأكاذيب» كذريعة لاستهداف سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول بالوزارة قوله «لا نستغرب مثل هذا التصعيد الأرعن من نظام كنظام الولايات المتحدة رعى ومازال يرعى الإرهاب في سوريا».

بعد هجوم دوما وافقت جماعة جيش الإسلام المعارضة التي كانت متحصنة في دوما على الانسحاب من المدينة الأمر الذي شكل انتصارا كبيرا للأسد تمثل في سحق المعارضة التي استعصت عليه طويلا في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق.

وفي لندن، قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إن جميع المؤشرات تدل على أن السلطات السورية مسؤولة عن هجوم دوما وإن «هجوما صادما وهمجيا» كهذا لا يمكن أن يمر دون رد.

وأضافت «نقترب سريعا من فهم ما حدث على الأرض… جميع المؤشرات تدل على أن النظام السوري مسؤول، وسنعمل عن كثب مع أقرب حلفائنا لبحث كيف يمكننا ضمان محاسبة أولئك المسؤولين، وكيف نستطيع أيضا أن نمنع ونردع في المستقبل وقوع الكارثة الإنسانية المتمثلة في استخدام أسلحة كيماوية».

ووصلت أسعار النفط اليوم الأربعاء إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد تهديد ترامب بإطلاق الصواريخ كما انخفضت بشكل حاد مؤشرات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية على خلفية تنامي القلق من احتمال نشوب صراع روسي أمريكي بسبب سوريا.

ولم يقدم مسؤولون بالبيت الأبيض أي تفاصيل أخرى بشأن تصريحات ترامب. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اليوم الأربعاء إنها لن تعلق على عمليات عسكرية مستقبلية محتملة.

ومن المرجح أن يسبب كشف ترامب عن قراره المحتمل بضرب سوريا وأيضا نوع الأسلحة المتوقع استخدامها في عملية عسكرية مستقبلية إحباطا لدى المخططين العسكريين الذين يبقون مثل هذه المعلومات قيد السرية.

وقال ترامب مرارا إنه لن يكشف معلومات بشأن تحركات عسكرية ضد خصوم مثل كوريا الشمالية وتنظيم الدولة الإسلامية. وقال الرئيس يوم الاثنين إنه سيتخذ خلال 48 ساعة قرارا بشأن رد قوي على الهجوم في سوريا وأبلغ الصحفيين في وقت لاحق «لن أقول متى لأنني لا أحب الحديث عن التوقيت».

وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء إن 43 شخصا لاقوا حتفهم جراء الهجوم على دوما يوم السبت من «أعراض تتفق مع التعرض لكيماويات سامة» وإن أكثر من 500 شخص إجمالا تلقوا العلاج.

ونبهت المنظمة إلى أنها لا تقوم بأي دور رسمي في التحقيقات المتعلقة باستخدام أسلحة كيماوية. ويسعى مفتشون دوليون للحصول على إذن من دمشق لزيارة دوما في ظروف آمنة لتحديد ما إذا كان قد تم استخدام ذخائر محظورة دوليا لكنهم لن يحددوا المسؤولية.

وعرقلت موسكو وواشنطن جهود بعضهما البعض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء فيما يتعلق بإجراء تحقيق في الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.

وجاء تهديد موسكو بإسقاط الصواريخ الأمريكية من ألكسندر زاسيبكين سفير روسيا لدى لبنان الذي قال إنه يشير إلى تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس أركان القوات المسلحة الروسية.

وكان الجيش الروسي قال في 13 مارس آذار إنه سيرد على أي ضربة أمريكية على سوريا باستهداف أي صواريخ ومنصات إطلاق مستخدمة. وروسيا أقوى حليف للأسد وساعدته قوتها الجوية في استعادة مساحات كبيرة من الأراضي من مقاتلي المعارضة منذ عام 2015.

وقال زاسيبكين إن مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا «يجب أن تستبعد ولذلك نحن مستعدون لإجراء مفاوضات».

مع تصاعد التوتر دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية (يوروكنترول) شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال 72 ساعة.

وذكرت (يوروكنترول) أن من الممكن استخدام صواريخ جو-أرض وصواريخ كروز خلال تلك الفترة وأن هناك احتمالا لتعرض أجهزة الملاحة اللاسلكية للتشويش على فترات متقطعة.

وتكثف الهيئات المنظمة لقطاع الطيران مراقبة مناطق الصراعات منذ إسقاط طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية بصاروخ أرض-جو فوق أوكرانيا عام 2014 مما أسفر عن مقتل جميع ركابها وعددهم 298 شخصا. وجرت العادة أن تكون التحذيرات بعد انطلاق العمليات العسكرية ولذلك فإن الإخطار الاحترازي الذي أطلقته يوروكونترول يدل على زيادة التدقيق من الجهات التنظيمية.

وفي الأيام الأخيرة، حذرت كل من روسيا وإيران، حليفة الأسد الثانية، خصوم الرئيس السوري من شن أي هجمات عسكرية، وأكدا التزامهما بدعم الحكومة السورية التي قاما بدعمها وتزويدها بالسلاح خلال سنوات الصراع.

وقال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي خلال زيارة لدمشق يوم الثلاثاء إن ضربة إسرائيلية استهدفت قاعدة جوية في سوريا في وقت سابق من الأسبوع «لن تبقى دون رد».

وأجرت إسرائيل مناقشات أمنية عالية المستوى يوم الأربعاء وسط مخاوف من احتمال استهدافها من قبل سوريا أو إيران إذا هاجمت الولايات المتحدة قوات الحكومة السورية.

تحدث مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا يوم الاثنين عن قصف القاعدة الجوية وأحداث أخرى وقعت في سوريا مؤخرا خلال إفادة أمام مجلس الأمن وحذر من «تصعيد خارج عن السيطرة».

وأسقطت الدفاعات الجوية السورية، التي زودت روسيا دمشق بها ، مقاتلة إسرائيلية من طراز إف-16 في فبراير شباط خلال قصف سابق لما وصفته إسرائيل بأنه مواقع تدعمها إيران في سوريا.

والعام الماضي نفذت الولايات المتحدة ضربات من مدمرتين بحريتين على قاعدة جوية سورية بعد هجوم آخر بغاز سام على جيب خاضع لسيطرة المعارضة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى