دوشة فنية

تأهل سعودي وعماني وكويتي للمرحلة الثانية من شاعر المليون

العماني نبهان الصلتي يؤهله الجمهور عن الحلقة الأولى بـ69%

والسعودي محمد العنزي والكويتي محمد الخالدي تؤهلهما لجنة التحكيم عن الحلقة الثانية

وأربعة شعراء بانتظار تصويت الجمهور أسبوعاً كاملاً

محمد المر بالعبد يهاجم «الإخوان» ويكتب «رسالة شكر» لمحمد بن زايد

 

مع الشعر والليل كان متابعو برنامج  شاعر المليون يوم أمس الثلاثاء، على موعد جديد مع ستة شعراء تمكنوا من عبور المسافة بين أول لقاء لهم مع لجنة التحكيم قبل أشهر، ومسرح شاطئ الراحة الذي يقدّمهم لجمهور الشعر للمرة الأولى، ضمن أجواء أقل ما يمكن وصفها بأنها غاية في الإبداع والتميز والرقي. وذلك بحضور كل من الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة ومدير عام قناة بينونة، وعبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال، إلى جانبهم ممثلين عن العديد من وسائل الإعلام العربية المهتمة بالثقافة والإبداع، وجمهور من مختلف الدول العربية جاء فقط ليحظى بأوقات متميزة، ويشارك في تشجيع الشعر والشعراء.

ولا يكتمل المشهد من دون حضور أعضاء لجنة تحكيم البرنامج؛ المستشار الثقافي والتراثي في أكاديمية الشعر الدكتور غسان الحسن، ومدير أكاديمية الشعر الكاتب والناقد سلطان العميمي، والشاعر والإعلامي حمد السعيد رئيس تحرير مجلة وضوح، وهم الحريصون على نقد القصائد، متكئين على معارفهم في الأدب الشعبي عموماً والشعر النبطي خصوصاً، وعلى خبرتهم التي اكتسبوها في هذا الميدان من خلال البرنامج الذي تمكّن من أسر آلاف الشعراء النبطيين، ومن تحريض المشهد الشعري على الحراك.

ولا شك أن اختيار الإعلاميين أسمهان النقبي وحسين العامري لتقديم هذا الموسم يشكل إضافة للبرنامج، خاصة وأن العامري حقق نجاحاً مستحقّاً في تقديم المواسم السابقة، فيما تمكّنت النقبي بحضورها اللافت وهدوئها على المسرح منذ الحلقة الأولى من ترك بصمة خاصة.

وليلة الأمس قدم الثنائي البرنامج عبر شاشتي الإمارات وبينونة في تمام الساعة العاشرة، وأطلقا أحداث الحلقة الثانية بالإعلان عن اسم الشاعر المتأهل عن الحلقة الأولى عبر تصويت الجمهور الذي استمر أسبوعاً كاملاً، لينضم الشاعر العماني نبهان الصلتي الذي ألقى قصيدة (سحابة الحبر) إلى زميليه تهاني التميمي من السعودية وعبيد الكعبي من الإمارات، إثر حصوله على 69%. فيما خرج من المسابقة نواف تركي الظفيري بأصوات بلغت 66%، ومساعد بن عريج الذي حقق 50% من الأصوات، وعلي الغياث من الأردن الذي صوّت له الجمهور بـ44%.

خلال الحلقة تم عرض تقرير حمل اسم (زايد والاتحاد) نقل صوراً ومشاهد من حياة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – ورأيه وعلاقته وأمله بالاتحاد، كما عرض تقرير عن جائزة زايد لطاقة المستقبل.

ثم أطلت كوكبة جديدة من الشعراء الذين تنافسوا فيما بينهم شعرياً بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من المسابقة، وكان التأهل ببطاقة اللجنة الشاعر من نصيب الشاعر محمد العنزي الذي حصل على 48 درجة، تلاه في التأهل محمد الخطيمي الخالدي بحصوله على 47 درجة. أما بقية الشعراء فلا بد من انتظارهم حتى الحلقة الثالثة ليتم الإعلان عن الفائز بأصوات الجمهور، وهم إسراء عيسى من الأردن ومنحتها لجنة التحكيم 46 درجة وجمهور المسرح 36%، تلاها في الدرجات مشاري سرهيد الرشيدي من السعودية بـ45، ثم فهد الأغبري من سلطنة عمان الذي حصل على 43 درجة، وأخيراً فريج عتيق المزيني من مصر وحصل على 41 درجة.

 الجوهر في التهجير

مع الشاعرة إسراء عيسى كانت البداية، وهي التي ألقت نصاً اكتنز بالحزن تجاه النفس والأطفال والناس، مثلما اكتنز بالصور الشعرية المكتملة؛ وقالت في أبياته الأولى:

يسح الغيم في وجهي وحزن الما مدى مهجور             تخايله الرؤى فكره قديمه ما لها تفسير

 وأنا جيت أستميح العمر عذراً والشقي معذور        بعد حمّلت اوزاري من التيه وفقد العير

 أدوّر في وجيه الناس عن وجهي ظلال ونور               وحيدة ما معي إلا ظنون ورهبة التفكير

 عرفت إني لصوت الريح والمنفى صدى منذور         معي دمع المحاجر سر، وهموم الفقارى بير

 معي رجفة يد الجوعى معي خاطرهم المكسور         معي غصة غريب العمر من لوّج به الهجير

 الدكتور غسان الحسن افتتح باب النقد في الحلقة، فأكد أن النص متماسك بشكل واضح، وبناؤه جميل في التعبير عما تريده الشاعرة، وهو موفّق للغاية. ففي نصفه الأول اعتمدت على كلمات كثيرة تدل على تفاقم الحزن والأسى في نفسها كفرد، وفي المجتمع ككل، مبيّنة فيه المتاهات الفكرية التي اتضحت في (أدور في وجيه الناس عن وجهي ظلال ونور)، وكذلك المتاهات الجسدية التي دلت عليها (بعد حمّلت أوزاري من التيه وفقدت العير)، وذلك بسبب ما يحدث في الساحة. وكانت الفكرة لديها مرات تشّف ومرات تبتعد. ولاحظ الدكتور أن إسراء ارتكزت على فكرة جوهرية ممثلة بـ(التهجير)، ولهذا حملت القصيدة كلمات مقصودة ودالّة عليه، ومن خلالها نستطيع الارتكاز للحديث عن الجوهر، كما نلحظ تبادلاً بين الإنسان والمكان في المواقف، وقد تجلت الفكرة في النصف الثاني من النص، لتجد الشاعرة الحل في الكلام سواء باستخدام (باسم الشعر وآماله)، أو باستخدام مفردات مثل (أغنيات، صوت المعاول، زهر اللوز، ناي الرعاة)، تلك المفردات التي تستدعيها لصناعة الصورة أو لإضفاء تغيير على الواقع، فالشاعرة لا تملك إلا الكلمة، أما البيت ما قبل الأخير (جمعت الصبح بكفوفي وعلقت الندى بلّور) فهو عبارة عن أضواء وأنوار تبشّر بما سيأتي من جديد.

من جهته أشار سلطان العميمي إلى أن النص لم يكن محملاً بموقف واضح، لكنه كان أقرب إلى ذات الشاعرة وإلى بوح الأنثى، فحمل الهم الذاتي والجمعي، وقد اتضح هذا الصراع الداخلي من البيت الأول (يسح الغيم في وجهي وحزن الما مدى مهجور/ تخايله الرؤى فكره قديمه ما لها تفسير)، (وحيدة ما معي إلا طنون ورهبة التفكير) واستمرت إلى آخر القصيدة، كل النزاع صاغته بصور شعرية موفقة في أكثر الأبيات.

حمد السعيد أشاد بجمال النص، وحضور الشاعرة المتمكنة من الإلقاء، والصور الشعرية التي كانت لها وحدها، فلم تقتبسها أو تنهل من سواها. لكنه تساءل عن السبب وراء كمٍّ الحزن في نفوس الشعراء الأردنيين مع أن شعرهم لا يخلو من العذوبة. وأضاف السعيد أن إسراء خاطبت حال كثيرين يعيشون ذات معاناتها، والشعور بالتيه والحيرة، ومع ذلك أشاعت التفاؤل في البييتين الأخيرين. ولعل أكثر الصور التي أدهشته فخرجت عن المألوف؛ تمثلت في (وانا جيت أستميح العمر عذراً من التيه وفقدت العير)، بالإضافة إلى (عرفت اني لصوت الريح والنفى صدى منذور).

 سيناء بصوت ابن الكنانة

تلا إسراء في التقديم الشاعر فريج المزيني الذي ألقى قصيدته (بذرة فساد)، فقال في مطلعها:

يا هاجس الشعر لا تبخل على قافي       عطني جزيلات حرفك من نواصيها

 شاعر وشعري يمثل وضعي الخافي        قريحتي تبحر وتعرف موانيها

 امّا خذاها الطموح وحقق أهدافي         ولا قبلت التعازي في أمانيها

 ثم أضاف:

 أرض الكنانة تصحي عزها الغافي           على صفاف الضياع اللي يخاويها

 تبقى عزيزة يبقى قمحها صافي               مهما سعوا بالنخالة في شوانيها

وقد أشاد سلطان العميمي بفريج، معتبراً أنه أحد الشعراء الذين يفخر بهم البرنامج، فالنص الذي ألقاه جاء متميزاً، بدءاً من مطلعه الذي ينفصل عن الموضوع الرئيس رغم ما فيه من تصوير جميل. مشيراً إلى أن الشاعر ارتكز على المكان، والتفت إلى قضية هامة وهي (الإرهاب).كما أعجبه تبادل الأدوار بين الشاعر وعناصر المكان غير الحية مثل (وجبالها ترسم الضحكه)، فيما أصبح هو الصامت، ودلّ على ذلك في (البوح عاجر وشوف الصمت متعافي)، أما التصوير الشعري فقد حضر في كل الأبيات، وهذا يحسب لفريج في ظل التفاؤل الذي برز في (لاح الأمل من ورى وجه العنا الجافي).

وركز حمد السعيد من خلال النص الذي ألقاه المزيني على النموذج الجميل الذي يمثل بعض الشعر في سيناء، حيث قدم الشاعر بوعي وتسلسل وترابط – عبر طرق المسحوب – موضوعاً حساساً ركز فيه على (زمرة أوغاد، إرهاب، إخوان)، والشاعر في ذلك يشير إلى جهة معينة كونه ابن منطقة سيناء، ليحكي بلسان حال المجتمع.

فيما أكد د. غسان الحسن على حضور الشاعر على المسرح، وعلى جمال القصيدة وتطورها عن المواسم التي سبق للشاعر أن تقدّم فيها ولم يصل إلى هذه المرحلة، غير أن قصيدته تلك توجت مسيرته مع البرنامج. فهي راقية، وقد ذهب فيها إلى أساليب شعرية جديدة وبتصوير جديد. لكن الحسن وجد فصلاً في البناء وفي تسلسل الفكرة، وذلك بين الأبيات الثلاثة الأولى التي كان موضوعها الشعر، والأبيات اللاحقة عن سيناء، وقال: لو كان هناك اتصال لكان أفضل، بحيث يؤدي كل بيت إلى البيت التالي، فيما خرج آخر بيت عن السياق إذ جاء في إطار الحكمة. ومع ذلك كان التصوير جميلاً من حيث استقاء الصورة من الخيل والسفينة والطبيعة، وهذا التخييل لا يفعله إلا شاعر بارع، ومن حيث الصور التي كان أكثرها ابتكاراً (تبقى عزيزه ويبقى قمحها صافي/ مهما سعوا بالنخاله في شوانيها).

 نزوى بعين المحب

فهد الأغبري حل ثالثاً في إلقاء نصه (نزوى)، والذي قاله في أبياته الأولى:

أجيك والشعر بالفخر ايتغنّى بك           وأكتب وأنا الهايم فـ واديك يا نزوى

 كنّه يقول الهوا لحروفي أش جابك؟      وقلوبنا الخضر تتبع درب من تهوى

 وانتي سما والمشاعر تشبه أسرابك        من دون واسع سماك الطير ما يقوى

 اتفقّد سكيك تحمل ريحة احبابك        من بد كل الأماكن كنتي المأوى

 وأضاف:

 حتى إذا بلّت الأمطار أهدابك               قمتي مثل طفلة بافراحها نشوى

 

حمد السعيد وضع إصبعه على مكامن الجمال في ما قال الأغبري، معلقاً بالقول: يحق لنزوى أن تتباهى بذلك النص الجزل، فالصور بما تنطوي عليه من إبداع تمكّن السامع من تكوين انطباع عن المكان. وعلى الرغم من أن المواضيع المرتبطة بالأمكنة تحدّ من إبداع الشاعر عادةً، إلا أن النص جاء مترابطاً من المطلع إلى الختام الذي كان «مسك» النص الذي تضمن طباقاً متميزاً في البيت (من قلعتك كم رقت أرواح غيّابك/ وأضدادك اتحدّروا من شمتي لعلوي)، وهو طباق جميل.

أما د. غسان الحسن فقد وجد أن القصيدة وطنية خاصة بالشاعر الذي التفت إلى جزئيات صغيرة للدلالة على ما في نفسه وعلى ما يخصه ويراه بعين المحب. وعليه فقد ذهبت الأغبري إلى مذهبين في أول ثلاثة أبيات، وهي وصف المدينة من الخارج، ثم انتقل إلى جزيئات في المدينة مثل (السكيك، القلعة، الجامع، العلم، الفلج)، وهذا أسلوب جميل جداً في التدرج من الأعلى إلى الأقرب لنرى الجزئيات. وأشار الحسن إلى تصوير  مميز تمثّل في (للعلم جايع وقف مرة على بابك) و(العلم ينساب كنّه «دارس» وتروي)، وما هذا إلا تخييل، فالمقصود هو كثافة الماء والعلم، وفي ذات الوقت ذهب الشاعر إلى الواقع من خلال الفلج الذي يروي النخيل، فطابق بين الخيال والواقع، وهذا قلما يرد في القصائد. كما التزم الشاعر بقافيته بحرفي الباء والكاف، وكلف نفسه ما استطاع.

ووجد سلطان العميمي أن القصيدة مرتبطة بالمكان كثيراً، فلم يحمّلها الشاعر بالمعاناة، إنما وصف مكاناً ارتبط به، وأشبعه بموجودات إنسانية مثل (الأحباب، الأغراب، شيّابك، للبايع، الشاري)، بالإضافة إلى حضور عناصر المكان (نزوى، السكيك، المأوى، القلعة، الجامع، المحراب التراب….)، مما أعطى زخماً لحضور نزوى في النص. والتقط العميمي التوظيف الذكي الذي ميّز النص، وكأن الشاعر بات مرشداً شعرياً للحروف والشعر، فأخذ الحروف في رحلة ليعرفها بنزوى متمكناً من أنسنة الجماد فيها.

رحلة الشعر مع الشاعر

محمد الخطيمي الخالدي ألقى على أسماع الجمهور (تمتمات المواليف) التي قال فيها:

 شابت مواجعنا من الكذب والزيف           واحلامنا عودٍ تهاوت امتونه

 نجلب شتات أوهامنا والصواديف            طاحت على كتفٍ تحامت اركونه

 الصدر بيرٍ والسواني ملاهيف                      وزفرة زهاب الحرف نسمه حنونه

 واختتم بالبيتين:

 وجهي ربى غيث السحاب المناكيف       وعين اسعد شوفة موارى امزونه

 يا ليل وان زانت معاك السواليف         الكل منّا مقفّياتن ضعونه

وصف د. غسان الحسن النص بأنه جميل، في حين كان إلقاء الشاعر مسانداً لما فيها ومؤيداً له. مشيراً فيما قال إلى أن في النص متماسك تماسكاً عظيماً، مع أن الشاعر ذهب إلى عدة أزمنة، الماضي والحاضر والمستقبل، فدمجها في نص متميز، فتناول مسابقة «شاعر المليون» لكنه قدم الموضوع بصورة جديدة.  وأوضح د. الحسن أن الشاعر بدأ من خلال ثلاثة أبيات مرتبطة بالماضي، واصفاً كيف كانت حال الساحة للشعرية ووضع للشعراء والشللية التي سادت حينها من خلال البيت الأول، ثم انتقل إلى (شاعرك يا هذا المسا روّاده طيف) الذي عرض فيه الحاضر، متسلحاً الخالدي بما لديه من شاعرية. ثم أشار د. الحسن إلى المفردات التي تعزز ذلك (شيخ الدار، القصر، السيف، الجهرا…)، وكل تلك حوافز للشعر الجميل، وما ذكر تلك المفردات إلّا تعهداً من الشاعر لأبناء المكان الذين يستمد منهم العون ليعِدَهم بالأجمل، من جانب آخر وصف الشاعر معاناته إلى أن وصل إلى شاطئ الراحة، لافتاً إلى الصور التي أوردها بكفاءة كبيرة.

أما سلطان العميمي فقد وجد أن النص يجنح إلى الذاتية، لكنه متماسك، ويتحدث الخالدي فيه عن علاقة الشاعر بالشعر، قبل وأثناء المسابقة، حيث عينه على مشاعره المتعلقة بالكويت والجهرا والقصر والسيف والأمير، والعين الأخرى على شاطئ الراحة. وأشار العميمي إلى الحضور القوي للزمن في النص. لكن أهم عنصرين وجدهما في (الليل، الليلة)، ولتتجلى موهبة الخالدي الشعرية في البيت (نفس احذفتها هافيات المحاذيف/ كن “بظفايرها” العشم يعقدونه).

كما أشاد حمد السعيد بحضور الخالدي، وبالنص أيضاً، وبمثابرة الشاعر وعزيمته التي أوصلته إلى شاطئ الراحة بعد عدة محاولات. وقال إن في النص إشراقات عذبة تمثلت في (متونه، سوالف، الصدر، ملاهيف)، بالإضافة إلى الصور الجميلة المتناثرة.

 نص رمزي مغلق

ومع (العتوب) والشاعر محمد سليمان العنزي استمع الجمهور إلى النص الذي جاء فيه:

صاحبي هــ الليل زوّاره كثير             كل ما هوّد ظلامه ينجلي

 «الولي» يحتاج للمبدأ أسير            بالقليب اللي طواريفه ملي

 السياسه علم و المعنى قصير         والدروب  طوال تثقل محملي

 وختم ببيتيه:

 أدري أني في مداراتي أطير                وفي ظلام الليل ناقف حنظلي

 أن جهلتم في سواليف المصير        (خلني بختار لحظه مقتلي)

البداية في نقد نص العنزي كانت عند سلطان العميمي، الذي وجد أن الشاعر أبدع في نصه، ومع أن النص جاء مغلقاً، إلا أن ذلك لم يمنع الشاعر من الإبقاء على بعض المفاتيح التي تمكّن المتلقي من فهمه، خاصة وأن النص سياسي محمل بالوعي والفكر، ومن تلك المفاتيح (في غياب النور نحتاج النذير/ ضيعت ربعي ثقافات الولي)، من جهة أخرى عرج الشاعر على كيفية استخدام الدين كغطاء لتنفيذ بعض الأجندات. وعليه فقد حمل الطرح تواضع العارف. وفيما يتعلق بالبيت الأخير (أن جهلتم في سواليف المصير /(خلني بختار لحظه مقتلي) فقد لجأ الشاعر إلى توظيف شطر هو أصلاً للأمير بدر بن عبدالمحسن، فجاء التوظيف ذكياً، يحمل موقفاً مهماً ومطلوباً، موقف الرافض للجهل، مع التأكيد على مسالة هامة، وهي أن معرفة العدو تجعلنا نتغلب عليه. والقصيدة في مجملها تحمل تصويراً شعرياً جميلاً، فهي من ناحية لم تتخل عن الفكر، ومن ناحية أخرى لم تتخل عن الشعر.

ووجد حمد السعيد أن ما قاله العميمي كاد يفك رمزية النص المغلف بالرمزية بشكل كامل، أما هو فيحترم رغبة الشاعر في لجوئه إلى كتابة ذلك النوع من النصوص، وبالتالي فإن التفسير متروك للمتلقي، ولا شك أن العنزي شاعر مخضرم.

وهذا ما أكده د. غسان الحسن، فالشاعر متمكن وصاحب تجربة عميقة في الشعر، ويمتلك أساليب تصوير وبناء وتعابير خاصة به. مشيراً إلى أن كل كلمة في مدخل النص تحمل العديد من المعاني، (الليل، زوّاره كثير)، ومع ذلك لن يأوّل النص. وأثار د. الحسن قضية جدلية في النص الذي يفترض أنه قيل بقصد التوعية، لكن كيف يمكن أن تصل التوعية إلى المتلقي والرمزية موجودة فيه بكثافة، ذلك أن التوعية تحتاج إلى إيضاح، لذا من الأفضل أن يكون الشاعر بين الوضوح الكامل والغموض الذي يجنبه الدخول في مسائل جدلية، لأن الحل ليس في التعمية الكبيرة، ومع ذلك حينما أدرك الشاعر الغموض ؛ تصدى له في موضعين أحدهما (فلسفة لماح)، لكنه عاد إلى الغموض في (أدري أني حنظلي)، وهي العبارة التي قالها برمزية جميلة.

 عين على شاطئ الراحة

بعد أربع سنوات يعود مشاري الرشيدي بقصيدة قال في مطلعها:

 مسا المجد والنوماس يا حضرة الالهام            صباحك تولم طلعة الشمس لافراحه

 مع أول مرور ابداع رّكز معي قدّام                   وعط شاعرك من وقته شوي للراحة

 وأضاف في متن القصيدة:

 يخاطبني الجاهل وأرد بسّلام اسلام               وفقير الأدب يومي براسه ومسباحه

 قطعت بثمان أعوام رحلة لـ 100 عام             ولا جيت غير بهيبة الشعر للساحه

 ما جيت أخطف الاضواء من قمة الاعلام      وهي جزء من ضوي وأنا شاطي الراحه

أشاد حمد السعيد بالنص الذي ألقاه مشاري، والذي جاء على  طرق المنكوس المحبب لدى السعيد، ومع أن النص يتحدث عن مشاركة الشاعر في (رحلة الـ100 عام) إلا أن جرس القافية الموسيقي كان جميلاً، والفكرة مترابطة، أما الشطر (صباحك تولم طلعة الشمس لـ افراحه) فيمثل إشراقة للنص. وعندما أورد الشاعر عدة مفردات فقد دلّ على ترتيب مشاركته في البرنامج، بدءاً من (مع أول مرور ابداع ركّز معي قدام )، فيما وجه عبارة (يخاطبني الجاهل وارد السلام بسلام) للناقدين. بعدها انتقل مشاري للحديث عن الشعر، لينتهي بقوله (وهي جزء من ضوي وأنا شاطي الراحة)، واصفاً السعيد أن شعر مشاري الذي ألقاه ليلة أمس جميل للغاية.

وختم د. غسان الحسن بأن موضوع مشاري واضح، وفيه ذهب إلى عدة مراحل، وإلى تصوير ما يحقق له فرصة القول، ثم تصوير حالة الشعر قبل شاعر المليون. وعليه فقد بنى مشاري نصاً شاعرياً مكثفاً وردت فيه خمسة كلمات تدل على اليأس والحزن والضيم والخوف والأوهام، فأحسن تصوير المرحلة التي سبقت المسابقة. مبدياً د. الحسن إعجابه بتصوير شاطئ الراحة. كما أن التصوير الذي أورده الشاعر في الشطر (ما جيت أخطف الاضواء من قمة الاعلام) بيّن كيف أن شاطئ الراحة أعاد للشعر هيبته، وكيف يكون له دوره الإيجابي.

سلطان العميمي وجد النص مليئاً بالشعر، وفيه يتقمص الشاعر دور ما هو غير بشري، وهي المرة الأولى التي يشهد فيها ذلك، ليكون الشاعر لسان شاطئ الراحة، متبادلاً الدور معه، وكأنه أصبح جزءاً منه. والأبيات في مطلعها وخاتمتها فيها إشارة مرتبطة بالمسرح والأضواء، قد دلت على ذلك مفردات عديدة، من بينها (مساء، صباحك، طلعة الشمس، الأضواء، ضوّي)، وهو ما ميّز النص، ذلك أن الضوء رافق النص من أوله إلى آخره.

محمد المر بالعبد.. في حب الوطن

استضافت حلقة ليلة أمس الشاعر محمد المر بالعبد الذي وصف “شاعر المليون” بأنه يؤكد نجاحه في كل موسم من خلال المشاركات الجيدة، كما الحال بالنسبة لهذا الموسم الذي يضم العديد من المواهب الشعرية المشهود لها، ولهذا ستكون المنافسة كبيرة خلاله. ثم ألقى قصيدتين واحدة ضد التنظيمات التي ترتدي لبوس الدين لتحقيق مآربها، والأخرى كانت(رسالة شكر). وفي القصيدة الأولى قال في أولى أبياتها:

مسا الخير يا اهل النايفات وكبار الشان

 أنا ييت أعقّـب والمعاميل ياسيّة

 وإنا ييت أعقّب والشواهد لها عنوان

 من السلع لين أقـصى الحزوم الشماليّة

ثم ألقى قصيدة جديدة لأول مرة يسمعها جمهور الشعر، بعنوان (رسالة شكر) جاء فيها:

محمد بن زايد من الفخر نال الزود

 سلامي على شيخ المرايل وسيدها

 سلامي على بو خالد والطود

 لاجل الطود وعلى الدولة اللي زايد الخير وحدها

 معايير  وآلية الموسم الثامن

تم تقسيم الموسم الثامن من البرنامج إلى أربع مراحل هي:

 

المرحلة الأولى: عبارة عن ثماني أمسيات، يتنافس في كل أمسية 6 شعراء، ليتأهل منها 3 فقط، واحد أو اثنان بقرار اللجنة، وواحد أو اثنان بتصويت الجمهور.

 

المرحلة الثانية: يتنافس فيها 24 شاعراً خلال أربع حلقات، ومن كل حلقة يتأهل 3 شعراء، اثنان بالتصويت وواحد بقرار اللجنة.

 

المرحلة الثالثة: على مدار حلقتين يتنافس 12 شاعراً، من كل حلقة يتأهل 3 شعراء، اثنان بتصويت الجمهور، وواحد تختاره اللجنة.

 

الحلقة الختامية: تضم الشعراء الستة الذين وصلوا إلى النهائي، وبعد إلقاء قصائدهم يخرج الشاعر صاحب الدرجات الأقل، ويبقى خمسة شعراء يتنافسون على المراكز، من المركز الأول حتى الخامس.

وبعد جمع نسب تصويت الجمهور مع درجات لجنة التحكيم التراكمية، يتم ترتيبهم، فيحصل الخامس على مليون درهم، والرابع على مليوني درهم، فيما يحصل الثالث على ثلاثة ملايين، والثاني على أربعة ملايين، وللأول لقب «شاعر المليون» وبيرق الشعر، وخمسة ملايين درهم.

وثمة آلية جديدة في التقييم خلال كل حلقة، حيث يعطي الأعضاء آراءهم، ومنها يتم اختيار العبارات الخاصة بتقييم النص، والتي تظهر على الشاشة.

فرسان الحلقة الثالثة

في ختام الحلقة أعلن العامري والنقبي عن الفرسان الستة  الذين سيرافقهم الجمهور في رحلة جديدة من الشعر والمنافسة والتألق، وهم مشعل العنزي من السعودية، محمد القرعاني من سوريا، سبيكة الشحي من البحرين، أحمد المطيري من الكويت، حمد المزروعي من الإمارات، قادم القحطاني من السعودية.

نون – أبوظبي

أخبار ذات صلة

Back to top button