بسام عبد السميع يكتب: سدود أثيوبيا.. البقرة الحلوب للصهيونية
بين شدٍ وجذبٍ وقناعةٍ بالمؤامرة ورفضٍ لما جرى، أعدتُ قراءةَ أفكار المخططين لسد الخراب، فازددتُ يقيناً بأن المستقبل مليء بالأخطار.. فبعد أن صافحناها ذهبَ الاستعدادُ وغابَ الرشادُ فأصبحنا مجردَ تِعداد.. إنها الصهيونية شجرة الشر التي انتشرت بذورها في دول حوض النيل، نتيجة الغياب المصري والتوسع الصهيوني عربياً تحت شعاراتٍ كاذبة.
ويسطر بنيامين نتنياهو العقيدة الصهيونية في تل أبيب قائلاً :« إن سيطرتنا على مناطق استراتيجية لن تشكل عائقاً للسلام وإنما ستكون عائقاً لمن أراد الحرب مع إسرائيل»- إنها إفريقيا المنطقة الاستراتيجية الجديدة-، مشيداً أمام البرلمان الأثيوبي، باليهود من أصل أثيوبي، والذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، مستعرضاً ذكريات طفولته بشارع في القدس يحمل اسم «إثيوبيا»، وذلك في إشارة صريحة إلى ارتباطه منذ طفولته بالدولة الأثيوبية، مؤكداً عقب توقيعه عدداً من اتفاقيات التعاون الشاملة، دعم إسرائيل للمشاريع التنموية في أثيوبيا وفي مقدمتها السدود.
ووعد نتنياهو الإثيوبيين، بأن تكون البقرة الإثيوبية قريباً هي الأكثر إدراراً للبن – فأي لبن يقصد؟!-، مضيفاً أن الدول التي تتميز بجودة الثروة الحيوانية كهولندا وفرنسا في انتظار ما سيقوم به نتنياهو لأبقاره- فأي أبقار يعني؟!-.
وأرى أن البقرةَ المقصودةَ هي السدود التي ستحقق أهداف الصهيونية بالسيطرة على مياه النيل وبيعها عبر بورصة المياه وإشعال الصراعات بين دول حوض النيل، وإتاحة الفرصة للمشروع المتجدد بتوصيل النيل إلى تل أبيب بضم إسرائيل لدول حوض النيل واعتمادها دولة مصب، كما تعد إشارة بنجاح بعض مراحل مشروع المؤامرة على مصر.
وتسير المخططات الصهيونية وفق مفاهيم الحدود الآمنة، والحدود المرنة، والخطوط الحمراء، وإسرائيل الكبرى، مدعومة بممارسات أميركا بمختلف الوسائل لتعزيز سيطرة الصهيونية على الشرق الأوسط، والتي تتحرك في دول حوض النيل، عبر ربط أنظمةِ هذه الدول بالخبرات العسكرية الإسرائيلية، وتحريض دول منابع النيل على المطالبة بنصيب أكبر من مياهها ومعاداة مصر والسير إلى تسعير المياه وبيعها عبر مشروعات السدود.
وعبر همهمات تسرى، يقدم عملاء الموساد في مؤسسات ووكالات أنباء ومحطات تلفزة عالمية وإقليمية، معلومات وتقارير يتم تمريرها لمستثمرين أو أجهزة استخباراتية أو حكومات لتحقيق موارد مالية ضخمة للوكالات والأجهزة الأمنية ومكافآت للمندوبين والتحكم في إدارة اللعبة السياسية والعسكرية.
وهناك 3 وكالات عالمية على الأقل تحجب 90 % من المعلومات والتقارير، التي يحصل عليها مندوبوها، وما جرى في السنوات الماضية من علاقات في ظاهرها إعلامية مع الجماعات الإرهابية، وبعض المستثمرين يشير إلى تأكيد صحة الهمهمات.
وعزز المتآمرون مخططاتهم لتهديد مصر، من خلال الحصول على تسهيلات عسكرية وإقامة قواعد جوية وبحرية في أماكن استراتيجية بدول إفريقيا عبر «الموساد» و«آمان» و«الموشاف» والوحدات المركزية الاستخباراتية الصهيو أميركية في عدد من دول أفريقيا وسفن الاتصالات البحرية الملاصقة لشواطئ أفريقيا عبر المحيطات والبحار.
وتوفر الأجهزة الصهيونية برامج حماية للمسؤولين الأفارقة، حيث تتربع شركتا « يو بي»و «إي بي »، المملوكتين لعناصر صهيونية بإسقاط الأنظمة التي تسعى للاقتراب من الأنظمة العربية، مع دعم المعارضة المسلحة في الدول التي تمتنع عن تنفيذ الخطط المطلوبة، إضافة إلى «لام دال»، التابعة للموساد، والاعتماد على النظم الصهيونية الخاصة بالاتصال والمراقبة الأمنية في المطارات والمباني الحكومية الإفريقية، كما تقوم شركة “أ.ب”، بالتطوير الزراعي في دول حوض النيل ولها نفوذ كبير في التحكم بالاقتصاد الإفريقي.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t –F اشترك في حسابنا على فيسبوكو تويترلمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية