بالعمل نحيا وتتقدم الشعوب
نون : آية محمد
تم الاتفاق عالمياً على الأول من مايو من كل عام يوماً للاحتفال بعيد العمال تكريماً وتقديراً من المجتمع الدولي لجهود العامل بمختلف القطاعات الإنتاجية واعترافاً بجميله.
وتم الإعلان رسمياً عن عيد العمال العالمي في عام 1889م في المؤتمر الاشتراكي الدولي الأول؛ والذي تمت إقامته في باريس للاحتفال بقضية هايماركت، Haymarket Affair) ).
وهذه القضية عبارة عن مواجهات وإضرابات وأعمال شغب حدثت بين نقابة العمال وشرطة شيكاغو في عام 1886م، واستمرت الاحتجاجات من قِبل العمال في الولايات المتحدة، مما أدى إلى إعلان وقف العمل في عيد العمال في عام 1904م من قِبَل الكونغرس الاشتراكي، ودعا جميع الأحزاب الديمقراطية والمنظمات الاجتماعية والنقابات العمالية في جميع دول العالم للخروج بمظاهرات من أجل إصدار قانون عمل يقر على تحديد عدد ساعات العمل اليومية وهي ثماني ساعات فقط، بالإضافة لطلبات أخرى تخص العمال.
وقد حثنا الدين الإسلامي على العمل وجعله بمنزلة العبادة، إذ يؤجر العامل المخلص بعمله والأمين عليه، فقال تعالى بكتابه العزيز: “هو الذي جعل لكم الأرض ذَلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور” صدق الله العظيم، فهذه دعوةٌ للمسلم للعمل وتحصيل رزقه بتعبه وجهده.
إنّ هذا العامل الذي يكدّ ويتعب طيلة العام بهدف كسب رزقه يستحق منا كل تقديرٍ واحترامٍ، فمن واجبنا أن نقدّر جهده ونحتفل به ونشجعه على بذل المزيد من الجهد لنرتقي باقتصاد بلدنا، فالعامل عنصرٌ مهمٌ في سلسلة حلقات الإنتاج، وتشجيعنا له وتقديرنا لعمله يعطيه الثقة بنفسه وبعمله أكثر ويحثّه على بذل المزيد من جهده، والسعي لتحقيق حياة كريمة للعامل ليزيد نشاطه وحبه لعمله.
ودائماً ما تسعي أغلب الحكومات لتوفير الكثير من مستلزمات دعم العمال، وتحقيق الأمن الوظيفي لهم من خلال المؤسسات التي ترعاهم، وتحفظ لهم حقوقهم، كما توجد للعمال نقابات في كثير من الدول، وينتخب العمال ممثليهم بكلّ حريةٍ وديمقراطيةٍ، مهمة هذه النقابة حماية حقوق العامل والمشاركة مع المؤسسات التشريعية الأخرى للوقوف على التشريعات والقوانين التي تخصّ العمال. كما توفر الكثير الدول مراكز التدريب والتطوير من أجل رفع مستوى المعرفة عند العامل، وزيادة مهاراته بمختلف أنواع المهن والأعمال، فالعامل المتعلّم المدرَّب جيداً يساهم في الإنتاج بنسبة أكبر، فيمارس عمله بعلمٍ به الأمر الذي يجعل إنتاجه أكثر جودةً، وبأقل التكاليف خاصة وأن باب التنافس بين الشركات والمؤسسات المنتجة للسلع يستوجب تطوير مهارات العمال، وزيادة معرفتهم بواجباتهم، وحقوقهم، ، فرقيّ الدولة يتم من خلال احترام وتقدير جهود عمالها.
وتعد الأردن على سبيل المثال واحدة من أهم دول العالم التي تبادر في تقدير كل جهد يبذل لبناء قطاع الإنتاج،وتحتفل بهذه المناسبة على مستوى الوطن باحتفالٍ عامٍ برعاية “ملكيةٍ ساميةٍ”، ويتمّ تكريم عدد من العمال الذين تميزوا بعملهم عرفاناً من المجتمع الأردني لهذه الجهود.
وتحتفل بعض الدول بهذا اليوم في يوم الإثنين الأول من شهر سبتمبر، وفي أغلب الدول يتم إعلان هذا اليوم بكونه عطلة رسمية تكريماً للعمال.
بارك الله بكل جهدِ مخلصٍ أمين، يتقي الله في عمله ويساهم في بناء بلده بإخلاصٍ وحبٍ.