تعد الحلقة الرابعة أولى أمسيات المرحلة الثانية من برنامج «المنكوس»، وقد أقيمت مساء أمس الإثنين، على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي.
في البداية أعلنت نتائج تصويت الجمهور للمتنافسين الأربعة وجميعهم من السعودية، وانتقل صياد محمد اليامي الذي حصل على 81 درجة، وعبد الهادي آل حميدان المري الذي نال 60 درجة، إلى المرحلة الثانية. في المقابل انتهت رحلة المتسابقين سعود محمد الدوسري وحمود بن فرج المصارير.
اللحن الصعب:
يعتبر البرنامج الأول من نوعه المتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، وتنتجه هيئة أبوظبي للتراث، وأمام لجنة التحكيم المكونة من محمد بن مِشيط المري، شايع العيّافي، حمود جلوي، ومتعب بن كروّز المري. تنافس على أداء لحن «المنكوس» ستة متسابقين أولهم السعودي حمد بن مغيثة الهاجري، الذي قدم أداء لافت نال إشادة كبيرة من اللجنة، حيث أثنى محمد بن مِشيط على حسن اختياره للأبيات، مشيراً إلى أنه “استطاع توزيع قدراته الصوتية على مفاصل اللحن بذكاء، مع ملاحظة بسيطة تتعلق بنفس المتسابق في البيت الأخير”.
من جانبه، قال شايع العيّافي: «من أجمل ما سمعت أداؤك اليوم، أداء مُطرب ومتمكن، وأتقنت اللحن بطريقة صحيحة». بينما أشار حمود جلوي إلى وجود عيب فني في قافية القصيدة، لكنه أوضح: «أن المتسابق استطاع تجاوز هذا العيب بأداء متمكن ومتميز». أما متعب بن كروّز المري فأشاد بحسن أداء حمد، مؤكداً «أن اللحن الذي يتنافس عليه المشاركون يُعد من أصعب الألحان».
ومن ثم قدم الإماراتي حمد سالم المزروعي أداءً حمل تطوراً مقارنة بالمرحلة السابقة، حيث أشاد شايع العيّافي بأداء المتسابق، معتبراً أنه كان أفضل من أدائه في المرحلة الأولى، إلا أنه لم يوفق في تقديم اللحن بالشكل المطلوب، وأثنى على جمال صوته وتوزيع نفسه بشكل صحيح، وأكد حمود جلوي ملاحظته بخروج المتسابق عن اللحن في البيت الثالث، فيما عزا متعب بن كروّز السبب إلى استرسال المتسابق قبل البدء باللحن، مما أثّر في تركيزه. ومع ذلك، أشاد بحسن أدائه وصوته. بدوره، اتفق محمد بن مِشيط مع آراء اللجنة، وطلب من المتسابق تقديم لحن حرّ، مع الإشادة بجهوده وأدائه برغم صغر سنه.
بدوره قدم السعودي ذيب صالح المري أداءً استحق إعجاب معظم أعضاء اللجنة. فعبّر حمود جلوي عن استمتاعه بحضور وأداء المتسابق، مشيراً إلى بصمته الخاصة، وأكد متعب بن كروّز موهبة المتسابق وحسن إتقانه للحن بثقة، موضحاً أن المدود التي أداها كانت موفقة ولم تخرج عن روح اللحن. من جهته قال محمد بن مِشيط: “لم أستغرب حضورك، فهو امتداد لما قدمته سابقا”، مشيدًا بحسن الأداء واختيار النص. أما شايع العيّافي، فلم يشعر بالطرب المعتاد في أداء المتسابق وأشار إلى ضعف الدخول، لكنه أشاد بتماسك اللحن.
أداء متفاوت:
قدم المؤدي السعودي سالم مانع اليامي أداءً أشاد به متعب بن كروّز وأكد على “أنه تعلم من أخطائه السابقة”. واصفاً إياه بأنه “فوق الممتاز”. من جانبه، أثنى محمد بن مِشيط على اختيار النص وجودة الصوت، متوقعاً الافضل من المؤدي لأن لديه ثقة كبيرة في أدائه. وعبّر شايع العيّافي عن إعجابه بثقة سالم وأدائه الرائع، فيما أشار حمود جلوي إلى “أن العجلة في الأداء قد تُضعف مستوى الطرب” لكنه أشاد بمحاولة سالم ترك بصمته الخاصة.
وقدم المؤدي الخامس الكويتي سلطان المري أداءً قال عنه محمد بن مِشيط: “الليلة سأكون قاسيًا، صوتك لم يعجبني مثل الأمسيات الماضية”. وبين: “وجود مشكلات في طول النفس والأداء” مؤكداً: “أن النقد موجه لتحسين الأداء”. فيما أشار شايع العيّافي إلى الارتباك في الدخول، لكنه أشاد بتحسن الأداء بداية من البيت الثاني. وأثنى حمود جلوي على تطور سلطان مقارنة بالمراحل السابقة، بينما أشار متعب بن كروّز إلى أن سلطان يمتلك ميزتين بارزتين: “كونه شاعراً وحفظه للأبيات، لكنه لم يكن في أفضل حالاته”.
وأخيراً قدم السعودي متعب بن محمد الصيعري أداءً أثار تقييمات متنوعة من اللجنة، حيث أشار شايع العيّافي إلى أن “صوت متعب كان مبحوحاً وأداءه افتقد التماسك، مع وقوعه في بعض الأخطاء بالأبيات”. وتحدث حمود جلوي عن تأثير إرهاق الصوت على الجوانب الفنية، لكنه أثنى على بصمته الواضحة في البيت الثالث وتوقع أداء أفضل في الجولة الثانية. في حين أشار متعب بن كروّز إلى غياب الانضباط وأثر الإرهاق، بينما أشاد محمد بن مِشيط بحسن اختيار النص، متفقاً مع آراء اللجنة.
تنوع:
قدم المتسابقون الستة ألحان المنكوس من اختيارهم، حيث لم يتم احتساب أو تقييم هذه الألحان ضمن الدرجة الخاصة بمشاركتهم. وفي تعليقات لجنة التحكيم، أشاد محمد بن مِشيط بجميع الأصوات، مشيراً إلى أن أداء حمد المزروعي كان أفضل بكثير من الأداء الأول، مؤكداً أنه لو كان هذا التقييم يشمل درجات لكان تقييمه قد تغير بشكل كبير، كما أثنى على أداء ذيب المري الذي قدم لحنين مختلفين باحترافية عالية.
من جهته، أشاد شايع العيّافي بالإبداع المستمر لحمد الهاجري، حيث وصفه بأنه قدم أداءً متميزاً، كما أثنى على تميز قصيدة ولحن سالم اليامي.
أما حمود جلوي، فقد أثنى على شجاعة حمد المزروعي في تغيير اللحن، معتبراً أن هذه الخطوة أضافت بعداً جديداً لأدائه، كما أبدى إعجابه بحفظ سلطان المري للأبيات، وهو ما منحه ميزة كبيرة في أدائه.
وفي ختام التقييمات، أبدى متعب بن كروز إعجابه بالجميع، مشيداً بصوت سلطان ومتعب، برغم الإرهاق الواضح الذي كان ملموساً في الأداء، معرباً عن تقديره لكل الجهود التي بذلها المتسابقون في هذه الجولة.
أسفرت درجات لجنة التحكيم عن تأهل السعوديين حمد بن مغيثة الهاجري بنيله 49 درجة، وذيب صالح المري الذي حصل على 48 درجة، بينما حصل كل من السعودي سالم مانع اليامي والكويتي سلطان المري على 47 درجة، في حين حصل الإماراتي حمد سالم المزروعي والسعودي متعب بن محمد الصيعري على 45 درجة.
وسيكون تصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج “المنكوس” حاسماً في تأهّل اثنين من المتسابقين الذين لم يتمكّنوا من التأهل مباشرة.
نون- أبوظبي- عبير يونس: