نون والقلم

انتباه! شيخ الأزهر حضر!

دعك من حضور بابا الفاتيكان الى مصر وتصوير الزيارة بأنها فتح عظيم! دعك من حواة الإعلام الذين يصورون الأمر حتى الآن باعتباره ضربة اقتصادية ونهضة سياحية ونقلة سياسية ونصرة حضارية.. الضيف غادر وله كل التقدير مثلما زار وغادر دول العالم!

الذي حضر ولم يغادر هو الإمام الأكبر الذي حضر بسطوع وقوة هو شيخ الازهر !

كنت أتابع مشهد الجمعة الماضية التي أتت بُعيد أيام وليالٍ مصرية خصصت للهجوم على شيخ الأزهر وأنا أتابع في عينيه بقايا من صلابة..ودلالات خفيات وطيبة.. مسترجعاً مواقف وبطولات السنوات البعيدة.

الذي حضر في تلك الجمعة جمعة حضور بابا الفاتيكان هو ذلك الرجل الذي حضر غائم العينين..يرى في الافق علامات غدر ..يسمع الريح تحذر في ذؤابات الشجر.

الذي حضر في مولد فرانسيس الذي بالغوا كثيراً في الاحتفاء به لم يكن بابا الفاتيكان بقدر ما كان شيخ الأزهر!

من هناك؟ قالها الإمام الأكبر وهو يدفع عن الإسلام تهمة الارهاب؛ فاذا بحواة الإعلام يتراجعون ويسأل كل منهم الآخر: ماذا قد رماك؟

هاهو الشيخ يدافع عن الإسلام فتهمس له الأمة بآيات حب جميلة فيما يواصل دفع التهمة عنها بتسابيح طويلة.

«لَيْسَ الإسلام دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه وأولوها تأويلًا فاسدًا، ثم راحوا يسفكون بها الدماء ويقتلون الأبرياء ويروِّعون الآمنين ويعيثون فى الأرض فسادًا، ويجدون مَن يمدهم بالمال والسلاح والتدريب»

قالها الشيخ بهدوء قبل أن يصارح الضيوف قائلاً: «ولَيْسَت المَسيحيَّة دين إرهابٍ بسبب أن طائفة من المؤمنين بها حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح لا يفرقون فيها بين رجل وامرأة وطفل ومقاتل وأسير»

يا لروعتك أيها الشيخ الطيب الذي حضر ليعلن كذلك وبوضوح مماثل:

وليست اليهودية دين إرهاب بسببِ توظيف تعاليم موسى عليه السلام -وحاشاه-فى احتلالِ أراضٍ، راحَ ضَحِيَّته الملايين من أصحاب الحُقُوق من شَعْبِ فلسطين المَغلُوب على أمرِه.

بل لَيْسَت الحضَارة الأوروبيَّة حضارةَ إرهاب بسببِ حربين عالَميتَين اندَلعتَا فى قلبِ أوروبا وراحَ ضَحِيَّتها أكثر من سبعين مليونًا من القتلى.

ولا الحضارة الأمريكية حضارة إرهاب بسبب ما اقترفته من تدمير البَشَر والحَجَرَ فى هيروشيما ونجازاكى، هذه كلها انحرافات عن نهج الأديان؛ وعن منطق الحضارات وهذا الباب من الاتهام لــو فُــتِـحَ – كما هو مفتوحٌ على الإسلام الآن-فلَنْ يسلَم دينٌ ولا نظامٌ ولا حضارةٌ بل ولا تاريخٌ من تُهمة العُنف والإرهاب.

أيها الشيخ الحاضر العائد الزاهد..صرت في جمرة دفاعك وسطوعك نبرة.. صرت في جمر حضورك فرحة ومسرة.

أيها الشيخ النبيل أحمد الطيب أقول لك وأنا الذي دأبت في الفترة الأخيرة على نقد مواقفك : عدت تنسل من نسمة وشعاع نور..وكتاب سطرت آياته فوق الصدور..

عدت تخرج من صدرك زفرة..تتمطى فوق أو تحت عمامتك الجميلة..تتجاوز ألف حفرة!.

نقلا عن صحيفة المدينة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى