فشل نواب اليمين المتطرف في إجهاض مؤتمر “واقع الأطفال تحت الاحتلال”، الذي عقد في قلب مبنى الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بمبادرة من نواب المعارضة البرلمانية.
وكما لخص رئيس «القائمة المشتركة»، النائب أيمن عودة، أحد المبادرين الأساسيين لهذا المؤتمر: «لقد نجحنا في إطلاق صرخة الأطفال الذين يئنون تحت نير الاحتلال».
وكان المبادرون إلى المؤتمر، وهم بالإضافة إلى أيمن عودة، عضو الكنيست دوف حنين عن «القائمة المشتركة»، وميخال روزين من حزب «ميرتس»، وكسانيا سفيتلوفا من «المعسكر الصهيوني»، قد عرضوا صورة تهز مشاعر أي إنسان ذي ضمير، عن معاناة الأطفال الفلسطينيين من سكان قطاع غزة.
وساهمت في هذا العرض مجموعة من الأطفال أبناء مدينة القدس الشرقية المحتلة. فتحدثوا بلغتهم البريئة عن مداهمة قوات الاحتلال – بمجموعات كبيرة العدد ومخيفة المناظر – بيوتهم، وكيف يوقظونهم في الليالي من أَسِرتهم وفُرُشهم بطريقة همجية، ويخطفونهم إلى معتقلات التحقيق، وكيف يعانون الفقر، وفي بعض الأحيان الجوع.
وقد حاول ثلاثة من نواب اليمين المتطرف، تفجير المؤتمر والتشويش عليه لإفشاله. فقام النائب أورن حزان من «الليكود»، بمهاجمة عريفة المؤتمر، النائبة ميخال روزين من حزب «ميرتس»، قائلا: «أنت تخونين الدولة». واقترب منها بنيّة الاعتداء، فأخرجه الحراس من القاعة. كما أُخرجت النائبتان عنات باركو، ونوريت كورين، وهما أيضا من «الليكود»، من قاعة المؤتمر، بعد وقت قصير، بسبب مقاطعتهما كلمة الناطق باسم «يكسرون الصمت» دين يسخاروف، وتهجمهما على الوزير السابق ران كوهين، ومقاطعتهما لتعليقات المشاركين.
وتم أيضا إخراج عضو الكنيست عوديد فورر من حزب «يسرائيل بيتنا»، بعد ترديده هتافات ضد عقد المؤتمر، قائلا للنائبة روزين: «عار عليك، اخجلي». وأضاف: «هذا المؤتمر عار على المنظمين الذين يخدمون الإرهابيين بدلا من الجمهور الإسرائيلي».
لكن المبادرين واصلوا المؤتمر، مظهرين للرأي العام الإسرائيلي، كيف يتسبب الاحتلال بالعناء والآلام للفلسطينيين عموما، وللأطفال بشكل خاص. حتى عندما قرر رئيس الكنيست، يولي أدلشتاين، منعهم من عرض شريط فيديو يبين الفرق بين حياة أطفال تل أبيب وأطفال البلدات الفلسطينية، وجدوا حلا، فوزعوا على كل مشارك في المؤتمر نسخة من الشريط، فشاهدوه على شاشات هواتفهم الجوالة.