الدكتور علي النعيمي: منطقتنا العربية بحاجة لصناعة رأي عام يحمل هماً تنموياً لمستقبل الأمة عبر إعلام إيجابي مؤثر
الإعلام العربي التقليدي ترك فراغاً استغله أصحاب الفكر المتطرف
المنطقة بحاجة لقامات إعلامية تصنع مستقبلاً مشرقاً للأمة وتعبر عن آمال شبابها وطموحاتهم
أعرب الدكتور علي النعيمي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية عن شكره وكافة الإعلاميين لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لما قدمه سموه من دعم ورعاية للقطاع الإعلامي على مدى السنوات الماضية بسبل عديدة، من بينها تنظيم دبي واستضافتها لمنتدى الاعلام العربي، الذي يشكل منصة هامة يلتقي فيها الإعلاميون العرب وغير العرب في مكان واحد لمناقشة وطرح واستشراف كل ما يتعلق بالواقع الإعلامي ومنطقتنا العربية.
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الذي انطلقت أعماله اليوم، الثلاثاء، في دبي بمشاركة نحو 3000 من القيادات الإعلامية العربية ورؤساء تحرير الصحف والكتاب والمفكرين في المنطقة العربية وضمن جلسة حملت عنوان «الإعلام العربي المؤثر».
وقال إن هذه المنصة تمثل للإعلاميين نقطة انطلاق للتعامل مع الأحداث التي تشغل الساحة العربية، مؤكداً أن نادي دبي للصحافة بتنظيمه لهذا المنتدى يوجد للاعلاميين بيئة للابتكار الإعلامي والخروج عن الأنماط التقليدية في المنتديات الإعلامية وغير الاعلامية.
وقال الدكتور علي النعيمي إن العالم قد تغير وتغير معه كل شئ وسيستمر هذا التغيير مستقبلا بفعل ثورة المعلومات، وعلى الإعلاميين أن يواكبوا هذا التغيير الذي لا مفر منه، ويستخدموا وسائل التقنية الحديثة، كي يكونوا فاعلين ومؤثرين في القارئ والمشاهد، وشدد على ضرورة ذلك بقوله: «يجب أن يدرك الإعلاميون في منطقتنا العربية أن جزءاً من طبيعة الحياة أن نتفاعل مع التغيير ونشارك في إحداث التغيير الإيجابي وصناعته».
وقال «قديما كان المقال المنشور بالصحف مؤثر جداً وينتظره القارئ لأنه كان يجد فيه تحليلاً ومعلومات جديدة، أما الآن فقد قل تأثير هذا المقال المطبوعة لأن الجمهور يكون قد تلقى الكثير من المعلومات حول القضايا من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي تتضمن أحيانا الكثير من المعلومات المضللة والمغلوطة والمغرضة، ولهذا ربما لا يخرج القارئ بجديد من خلال قراءته لعشرات المقالات، بفعل هذا التغير التقني الذي فرض نفسه على واقع الحياة».
وشدد الدكتور علي النعيمي على ضرورة أن ينظر كبار الصحافيين والكتّاب للأمور ولمحتوياتهم الإعلامية بمعايير جديدة ومختلفة، مضيفاً أنه «من المهم ان يقدم الإعلامي خطاباً مقنعا للآخرين وليس لنفسه، وأن يتفهم الكتّاب والاعلاميون احتياجات الشباب ويقدموا لهم محتوى جديدا».
وأضاف «من المهم أن يفكر الإعلاميون خارج الاطار التقليدي الذي تعودناه، وأن يطوروا أنفسهم ويعايشوا المستجدات وتقنيات العصر حتي يكونوا مؤثرين في المتلقين وخاصة الشباب»، مشيراً إلى أن «أي إعلامي غير قادر على مواكبة تقنيات العصر واستخدامها بشكل صحيح سيكون على الهامش ومجرد رقم غير مؤثر في مؤسسته الإعلامية».
وأوضح أنه لكي يكون لدينا إعلام عربي مؤثر يجب أن نُسلِّم بأن منطقتنا العربية تمر بأزمات ويراد لها ذلك، وبالتالي من المهم أن يكون الإعلامي مبدعاً ويضيف شيئاً جديداً ومقنعاً للقارئ والمشاهد، والأزمة التي نعيشها في منطقتنا بفعل الأحداث السياسية يكون معها الإعلامي العربي إما مؤثرا بشكل إيجابي من خلال مساهمته في تحفيز أمل الشباب العربي وأن يحمل هموم هذا الشباب وأحلامه وطموحاته أو يكون تقليديا في التعامل مع هذه الأزمات.
وشدد الدكتور علي النعيمي على قضية جوهرية قائلاً «إذا لم يبادر الاعلاميون العرب بخطاب مقنع للشباب – وليس لأنفسهم حينما يتقمصون دور النخب – فسوف يتركون فراغاً كبيراً يخسرون معه هذا الشباب ويتركونه لمصادر أخرى تسد هذا الفراغ، مصادر تعتنق الفكر الإرهابي المتطرف المخرب».
وقال «إنه في السنوات السبع الماضية، ترك الإعلام العربي التقليدي فراغا سده آخرون استطاعوا توظيف التقنيات الحديثة بخطاب يصنع التطرف والارهاب، ولهذا علينا نحن الإعلاميين أن نتدارك هذا الأمر كي نكون مؤثرين ومساهمين بفعالية في تنمية البلدان العربية واستشراف مستقبل أفضل لها ولشبابها».
واكد علي النعيمي أهمية تطوير خطاب إعلامي يواكب فيها الواقع المعاصر قائلا: «نحن بحاجة إلى خطاب إعلامي نتحمل فيه مسؤولياتنا ونواكب العصر بتقنياته، وأي أعلامي عليه مسؤولية يجب أن يتحملها بحيث يكون جندياً في وطنه وصوتاً لشبابه».
وقال: «نريد أن نصنع قامات إعلامية حديثة تقنع الشباب العربي، كما كان لدينا في السابق قامات إعلامية ينتظر القارئ مقالاتها، نريد قامات تحمل هموم الأمة وتصنع مستقبلاً مشرقاً لهذه الأمة وشبابها».
وحذر الدكتور علي النعيمي من تبعات غياب الدور الإعلامي الواعي والمتوازن القادر على توضيح الحقائق وقال: «إذا لم يقم الإعلامي العربي بسد هذا الفراغ، سيسده من لا يريد الخير للعرب ولا للشباب العربي، سيسده من يستطيعون استخدام التقنيات الحديثة بأخبار ومحتويات مضللة وكاذبة ومخربة، وللأسف فإن عدداً كبيراً من الرموز الإعلامية لم تواكب التقنية وتركت فراغا سده مخربون أصحاب فكر متطرف، ومنطقتنا العربية بحاجة إلى صناعة رأي عام يحمل هماً تنموياً لمستقبل الأمة،من خلال إعلام إيجابي مؤثر».