نون والقلم

المستشار بهاء ابوشقة يكتب: كيف نقضى على الفوضى؟

فى إطار الحملة الخاصة بمواجهة السلبيات التى تسود فى المجتمع والتى يجب مواجهتها بصراحة شديدة تبدأ بظاهرة الفوضى التى عششت فى العقول منذ عدة عقود زمنية.

فلا يمكن بأى حال من الأحوال ونحن نؤسس للدولة المصرية العصرية أن يتم تجاهل تفعيل القوانين, فى حين أنها مسألة فى غاية الأهمية فى ظل الظرف التاريخى الذى تمر به البلاد بعد الثورتين العظيمتين.. تفعيل القوانين الآن بات ضرورة ملحة ليشعر الناس أن هناك تغييراً حقيقياً حدث لهم, خاصة كما قلت بالأمس إن المشروعات العملاقة لن تؤتى ثمارها فى الأيام الحالية.

مطلوب تفعيل القوانين المعطلة للقضاء على الفوضى العارمة بالشوارع التى يضجر منها المواطن يومياً, وهذا هو دور السلطة التنفيذية بالبلاد, فهى التى يجب عليها تطبيق القانون فى الشارع, وهنا يشعر المواطن بأن هذه السلطة تعايش مشكلات الناس, وتسعى إلى إيجاد الحلول لها, ولا يتم ذلك إلا بتطبيق القانون وتفعيله.. والخلل فى الشوارع هو مسئولية هذه السلطة التنفيذية المتمثلة فى رؤساء الأحياء والمدن والقرى وطبعاً على رأسهم سلطة المحافظين.. ونحن فى مصر الحديثة يجب أن يعرف القائمون على السلطة التنفيذية, أن دورهم الرئيسى هو الالتحام بمشكلات الناس والسعى الدؤوب لحل هذه المشكلات.

وفى هذا الصدد مصر تحتاج إلى محافظين لا يجلسون فى المكاتب المكيفة, أو ينفصلون عن واقع المواطنين الحقيقى ولابد أن يكون المحافظون يدركون أن دورهم هو الالتحام بالجماهير ومشكلاتهم, ولو حدث ذلك سيضطر رؤساء الأحياء والمدن أن يتعايشوا مع مشكلات الناس.. ولذا وجب حسن اختيار هذه القيادات التى تلتحم بالناس وتناقش مشكلاتهم ووضع الحلول لها.. الخلل فى الشوارع المسئول عنه بالدرجة الأولى السلطة التنفيذية التى آثرت أن تكون بمعزل عن الناس وبالتالى لا يتم تفعيل القوانين, وتكدست المشكلات واستفحلت وضجر الناس, ووصل بهم الإحساس بعدم وجود من يرعاهم.

الفوضى بالشوارع يجب أن تزول فى أسرع وقت، وفى هذه الحالة سيتم تفعيل القوانين المعطلة من أجل القضاء على هذه الفوضى.. والمسألة – كما يقولون– ليست كيمياء وإنما تحتاج إلى قرار سليم وتنفيذ سليم, وفى هذه الحالة تزول الفوضى وتنقشع.. ولنا فى عمر بن الخطاب –رضى الله عنه– القدوة، فقد كان هذا الصحابى الجليل القائم على السلطة التنفيذية فى زمانه القدوة والمثل، أليس هو القائل: لو أن بغلة تعثرت فى العراق أخاف أن يسألنى عنها الله: لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر؟.. يقول عمر هذا فى المدينة المنورة ويخشى الله أن يسأله عن تمهيد الطريق أمام بغلة فى العراق!.

الفوضى علاجها تفعيل القانون، واتخاذ القرار المناسب وتنفيذه بشكل جيد، وفى هذه الحالة سيكون الأمر فى حاجة إلى سلطة تنفيذية تعمل بجد ونشاط بعيداً عن التكاسل، وساعتها يشعر المواطن بتغيير فى حياته.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى