نون والقلم

المستشار بهاء ابوشقة يكتب: شيخ الحارة وعسكري الدرك

هناك قوانين كثيرة تحتاج إلى تفعيل فوري لعودة الانضباط والهدوء إلى الشارع، وضبط حركة المجتمع، وتقليل العنف بين الناس، ومن أبرز هذه القوانين المتعلقة بأهمية شيخ الحارة أو شيخ البلد وعسكري الدرك و«الكوموستابل».. هذه الأمور التي كان يتم تطبيقها في السابق جعلت الشارع أكثر أماناً واطمئناناً للمصريين ومعدل الجريمة كان منخفضاً على خلاف ما هو واقع حالياً..الأمور التي نراها الآن فى الشارع تدعو إلى الحسرة والألم، ولم يعد أحد يحترم الآخرين، والاضطراب فى كل مناحي الحياة أصبح هو السمة السائدة..والتغيير الحقيقي الذي يجب أن يكون الآن هو فى تفعيل القانون، وما أكثر هذه القوانين التي لا نجد من يفعّلها فى السلطة التنفيذية.

وقد يسأل سائل: هل يجوز تعطيل هذه القوانين ونحن فى عام 2019 الذي يتصدر فيه الإنترنت كل مناحي البشر، ووسائل الاتصال باتت ميسرة وسريعة وسهلة، والحقيقة أن تفعيل هذه القوانين التى يراها البعض بشكل سخري، كانت موضة وانتهت أيامها.. والذي لا يعرفه هؤلاء أن غياب شيخ الحارة وعسكري الدرك، كان سبباً رئيسياً فى انتشار معدل الجريمة، فهذا الرجل المقيم فى الحارة ويعرف كل أسرارها لديه كل المعلومات التى تحتاجها الأجهزة، لصلته المباشرة بالناس ويوم يدخل الحارة غريب يكون هذا واضحاً وجلياً بخلاف الآن وجود شياطين بين الناس وهم لا يعرفون أفعالهم وتصرفاتهم..

عندما كانت هذه القوانين مفعّلة، كان شيخ الحارة هو بمثابة عين المسئول ولديه كل المعلومات الكاملة عن الحارة، فلماذا لا نستغل التطور التكنولوجي، ويكون شيخ الحارة الجديد الذى نطلب عودته ملماً بكل التطورات الحديثة التي تساعده فى أداء مهمته؟!

وكذلك الحال بشأن عسكري الدرك، وهو القائم على حفظ الأمن بالحارة أو الشارع أو المنطقة، ودوره كان مهماً فى بعث الأمان والطمأنينة فى قلوب الناس..ومؤخراً أدركت وزارة الداخلية أهمية هذا العسكري، وقررت تفعيل القانون الخاص بعمله..وصحيح أن التجربة الجديدة لعسكري الدرك لم تطبق فى كل الأماكن، لكن طالما أن وزارة الداخلية بدأت عودتها من جديد، فهذه بشرة خير بعودة الأمن والأمان فى الشارع أو الحارة.

ولا تقل أهمية المخبر السري الذي يجمع كل المعلومات للجهة التابع لها عن المنطقة المكلف بالمرور بها، والذين كان لديهم إصرار على تخريب الوطن، راحوا ينهكون ويسخرون من عمل شيخ الحارة والمخبر وعسكري الدرك.

هناك أيضاً وظائف أخرى لضبط الشارع وحركته وهى تفعيل دور مفتش التنظيم و«الكوم ستابل» الذي كان كلامه قاطعاً ولا يحتمل الهزل ولديه صبر على المرور بالشوارع والاطلاع على تفاصيل المنطقة المكلف بها، وكان الجميع يعمل ألف حساب لهذه الصور الرائعة المختفية لضبط الشارع.

وللحديث بقية.

رئيس حزب الوفد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى