المدن الذكية تمثل مستقبل سلطنة عُمان في دفع عجلة التنويع الاقتصادي
تُمثِّل المدن الذكية أحد الركائز الأساسية لتحقيق أهداف “رؤية عمان 2040″، إذ تُعد خطوة محورية لتحسين جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة، وجذب الاستثمارات، إلى جانب تنويع الاقتصاد العُماني.
ويؤكد الخبراء أن المدن الذكية تُسهم في رفع كفاءة استخدام الموارد وتحفيز الاقتصاد الرقمي، مما يدعم الاستدامة البيئية والاجتماعية بشكل كبير.
أوضح الدكتور صالح بن ناصر الساعدي، مدير مركز أبحاث الطاقة المستدامة وأستاذ مشارك بكلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس، أن التحول نحو المدن الذكية في سلطنة عمان يحمل العديد من المنافع.
أبرز هذه الفوائد هو الاستخدام الأمثل للموارد عبر التقنيات المتقدمة، مما يُحسِّن من كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين.
كما تُسهم المدن الذكية في تعزيز الأمن والسلامة باستخدام أنظمة المراقبة الحديثة، للحد من المخاطر وتحسين البيئة الحضرية.
وأشار الساعدي إلى دور المدن الذكية في تحسين جودة الخدمات المتاحة للمواطنين عبر مختلف القطاعات مثل الصحة، والنقل، والطاقة، بما ينعكس إيجابيًا على الاستدامة الاقتصادية والبيئية.
واعتبر أن هذه المشاريع تقدم حلولًا فعالة لتحقيق استدامة اجتماعية ملموسة، من خلال توفير بيئة معيشية تلبّي احتياجات المواطنين والمقيمين، وتُثري حياتهم اليومية.
رغم هذه الفوائد، أوضح الساعدي أن هناك تحديات تواجه السلطنة في تبني مفهوم المدن الذكية.
أبرز هذه التحديات هو ارتفاع التكاليف بسبب الحاجة إلى بنية تحتية متطورة واستخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
بالإضافة إلى ذلك، تتطلب مسألة التكيف الاجتماعي مع هذه التكنولوجيا الحديثة جهودًا كبيرة؛ إذ قد تواجه بعض فئات المجتمع صعوبة في التأقلم مع التحول الرقمي نتيجة قلة الوعي أو مخاوف تتعلق بالخصوصية.
وأكد الدكتور الساعدي على أهمية إشراك المواطنين في رحلة التحول نحو المدن الذكية من خلال تنظيم فعاليات واستبيانات تُطلقها وزارة الإسكان لتعزيز ثقتهم بالخدمات التقنية.
كما شدد على ضرورة نشر الوعي المجتمعي بفوائد هذه المدن وآليات توظيف التقنيات الحديثة لتسهيل حياتهم اليومية.
وفي هذا السياق، أشار الساعدي إلى وجود تجارب دولية ناجحة في مجال المدن الذكية يمكن أن تستفيد منها السلطنة.
وقد بدأت عمان بالفعل في تصميم وتأهيل مناطق تعتمد مفهوم المدن الذكية جزئيًا، ومن أبرز الأمثلة مدينة السلطان هيثم، التي تم تطويرها لتكون مدينة ذكية ومستدامة.
واختتم حديثه بالإشارة إلى الآثار الإيجابية الكبيرة للمدن الذكية على تحسين جودة حياة المواطنين من خلال رفع كفاءة استخدام الموارد، مما يدعم تنويع الاقتصاد ويوفر فرص عمل مبتكرة للشركات الناشئة والصغيرة.
ودعا الجهات المختصة للاستثمار في مشاريع المدن الذكية والاستفادة من فوائدها المباشرة وغير المباشرة للمجتمع والفرد والدولة.
كما أكد على أهمية تفاعل المواطنين ومشاركتهم في بناء هذا المفهوم لضمان توفير بيئة عصرية تلبي احتياجات المستقبل وتُحقِّق التنمية المنشودة لعمان.