دعا رجل الدين الشيعي البارز مقتدي الصدر العراقيين يوم الاثنين إلى التوحد بدلا من حرق صناديق الاقتراع أو السعي لإعادة الانتخابات التي فازت فيها كتلته في 12 مايو أيار.
وبدا أن تلك التصريحات تهدف إلى تهدئة التوتر السياسي بعد اندلاع النيران في موقع لتخزين صناديق الاقتراع.
وكان البرلمان قد أصدر قرارا بإعادة فرز الأصوات يدويا. وكانت المفوضية العليا للانتخابات تحصي الأصوات إلكترونيا وزعمت عدد من الأحزاب السياسية أن العملية شابها تزوير. وبعد اندلاع النيران في الموقع الذي كان به نصف صناديق الاقتراع من العاصمة يوم الأحد وصف حيدر العبادي رئيس الوزراء الحريق بأنه مؤامرة تستهدف الديمقراطية في العراق.
وقال العبادى، الذي حل ائتلافه في المركز الثالث في الانتخابات، يوم الثلاثاء إن تحقيقا حكوميا توصل إلى وقوع ”خروقات جسيمة“ متهما المفوضية العليا للانتخابات بالمسؤولية عن معظمها.
وتقول السلطات إن صناديق الاقتراع تم إنقاذها وأن الحريق لن يؤثر على إعادة الفرز. لكن الأمر أضاف إلى المخاوف بأن النزاعات المتعلقة بنتائج التصويت قد تتحول إلى العنف.
وحقق الصدر، الذي يناصب الولايات المتحدة العداء منذ فترة طويلة ويعارض كذلك امتداد النفوذ الإيراني في العراق، فوزا غير متوقع في الانتخابات. وأصبحت كتلة الصدر هي الأكبر في برلمان يعاني من انقسامات عميقة.
وكتب الصدر في مقال نشره مكتبه على موقعه على الإنترنت بعد يوم من اندلاع حريق في مخزن لصناديق الاقتراع «كفاكم صراعا من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة والحكم».
وكتب الصدر يقول «أما آن الأوان لأن نقف صفا من أجل البناء والإعمار بدل أن نحرق صناديق الاقتراع أو نعيد الانتخابات من مقعد أو اثنين؟»
وكانت هذه هي أول انتخابات منذ أن جددت هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الآمال في أن ينحي العراقيون جانبا خلافاتهم الطائفية والعرقية وأن يعيدوا بناء بلدهم. ونظم أنصار الصدر حملتهم الانتخابية في تحالف لم يكن مرجحا مع جماعات شيوعية وعلمانية.
وحشد الصدر من قبل عشرات الآلاف من أنصاره للاحتجاج في الشوارع ضد سياسات الحكومة التي عارضها. وقال إن هناك محاولات من البعض للتسبب في حرب أهلية لكنه تعهد بعدم الانزلاق في هذا الطريق.
وكتب الصدر يقول «لن أبيع الوطن من أجل المقاعد ولن أبيع الشعب من أجل السلطة فالعراق يهمني وأما المناصب فهي عندي أهون من عفطة (عطسة) عنز».
وقال أحد كبار مساعدي الصدر يوم الأحد إن حريق صناديق الاقتراع إما كان يهدف إلى الإجبار على إعادة الانتخابات أو التستر على تزوير.