السيد زهره يكتب: قطر من المونديال إلى التحالف الخماسي
في الفترة القليلة الماضية لوحظ ان المسؤولين القطريين الذين تحدثوا في مناسبات مختلفة يشتكون مر الشكوى من ان الدول العربية الأربع لا تريد ان تنهي المقاطعة لقطر على الرغم مما يقولون انها دعوات عالمية لإنهاء هذه المقاطعة. آخر هؤلاء المسؤولين كان وزير الخارجية القطري الذي كان يتحدث في لقاء في روما قبل ايام، واشتكى من أن «السعودية والإمارات لا يستجيبان لمحاولات المجتمع الدولي لإنهاء المقاطعة ضد قطر».
بغض النظر عن أننا لا نعرف ما هي محاولات المجتمع الدولي هذه، وبغض النظر انه حتى بافتراض وجود هذه الدعوات، فهي لا يمكن ان تجبر دول المقاطعة على ان تقدم على خطوة ليست مقتنعة بها، فإن السؤال الذي يجب أن نطرحه هنا هو:
على أي أساس تشكو قطر من ان الدول الأربع لا تريد انهاء المقاطعة؟.. ما هي المبررات في رأي قطر التي يمكن ان تدفع للإقدام على هذه الخطوة؟.. هل قدمت قطر أي شيء يبرر هذه الشكوى؟
الحقيقة التي يعلمها الكل انه لم يحدث أي تغيير أو تطور جديد يمكن ان يجعل الحديث عن انهاء مقاطعة قطر مبررا أو مطروحا بشكل جدي.
نعني تحديدا ان قطر مثلا لم تغير مواقفها وسياساتها التي دعت إلى فرض المقاطعة، ولم تقر أصلا بأنها ارتكبت أي خطأ بحق الدول العربية من أي نوع كان، ولم يبدر عنها ما يشير إلى انها تريد حقا ان تنهي الأزمة على أسس تكون مقبولة.
لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد.
الأمر المؤسف أن النظام في قطر في كل مواقفه وسياساته وفي كل ما يقدم عليه يأبى الا ان يؤكد أنه ليس حريصا أصلا على العودة إلى الساحة العربية الخليجية، وانه لا يعنيه أمر علاقاته مع الدول العربية الشقيقة.
يكفي هنا ان نشير إلى موقفين اتخذهما نظام قطر لهما دلالات خطيرة.
الموقف الأول يتعلق بالمونديال الذي ستنظمه قطر. الذي حدث ان الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» أعلن انه يرغب في ان تستضيف دول أخرى مجاورة لقطر بعض مباريات المونديال. من الواضح ان إعلان هذه الرغبة كان بدافع الحرج الذي يشعر به المسؤولون في الفيفا بسبب الحديث الذي لا ينتهي عن شبهات فساد ارتبطت بفوز قطر باستضافة المونديال.
المهم ان إعلان الفيفا هذا كان فرصة لقطر كي تبدي رغبتها حقا في العودة إلى الساحة الخليجية العربية. كان بمقدور قطر ان تقترح ان تقوم البحرين والسعودية والإمارات باستضافة بعض مباريات المونديال. لو فعلت هذا لكانت هذه لفتة طيبة جدا لها وقع حسن رغم الأزمة.
لكن بدلا من هذا، اقترحت قطر ان تستضيف إيران بعض المباريات. قطر فضلت إيران المعادية للعرب والمنبوذة دوليا على اشقائها العرب.
اما التطور الخطير الثاني فهو ما كشفت عنه وسائل اعلام عراقية مؤخرا.. كشفت أن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اقترح خلال زيارته لبغداد مؤخرا تشكيل تحالف جديد في المنطقة، يتألف من خمس دول، وهي: العراق وإيران وقطر وتركيا وسوريا.
الذي حدث ان الحكومة العراقية وقوى سياسية عراقية اساسية رفضت هذا المقترح على اعتبار أن هذا التحالف الخماسي قد يضع العراق في مواجهة مع الولايات المتحدة، وان حكومة العراق لا تريد ان تدخل في سياسة المحاور التي تريدها قطر، كما ان العراق يتطلع إلى توثيق علاقاته مع محيطه العربي.
مجرد ان تفكر قطر في هذا التحالف الخماسي معناه أنها تبني حساباتها البعيدة المدى ليس على العودة إلى المحيط الخليجي العربي، وانما على الانتماء إلى محاور هي في جوهرها تضرب المصالح العربية في الصميم، ومن شأنها الحاق الأذى الشديد بالدول العربية.
إذا كان هذا هو حال تفكير قطر، فلماذا تشكو اذن من استمرار المقاطعة، وبأي وجه حق تريد انهاءها؟.
نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية